فإن قال وكيف تزعمون أن ولاية الرأي فيها اختلاف وأنتم تقولون أن الأثر الصحيح عن أبي الشعثاء جابر بن زيد(1) رحمه الله أنه قال يسع الناس جهل ما دانوا بتحريمه ما لم يركبوه أو يتولوا راكبه أو يبرأوا من العلماء إذا برؤا من راكبه أو يقفوا عنهم قلنا نعم وإنما ذلك في ولاية الدين خاصة على إتيان ما تقدم له من الولاية بغير اعتقاد ولاية الرأي إن لم يكن حدثه ذلك مخرجا له من ولايته أو يتولاه على الحال السابق ويعتقد فيه براءة الشريطة
التي سلم بها من ولايته في أصل مادان به أو يعتقد مع ولايته براءة الشريطة
في جمله القاطن ولا يلزمه أن يترك ولايته بالدين على غير حجة وقد ثبتت ولايته بالدين وهو لا يعلم أيخرجه ذلك الحدث الذي رآه من الولاية أو
يزيده ثباتا.
مسألة
[ الاختلاف في التحريم والتحليل ]
وإذا اختلف اثنان في الدين فأحل أحدهما حراما وحرمه الآخر وعلم ذلك منهما عالم وجهل الحكم فيه فإن كان قد تقدمت لهما معه ولاية وهو من دين الله في علم الله وعلم العلماء فلا يسع الجاهل أن يتولى المبطل منهما ولاية الدين ولا الوقوف عن المحق منهما بدين فإن كانا من الفقهاء الذي تقوم بهم
__________
(1) 1- جابر بن زيد - رحمه الله - : الجوفي البصري اليحمدي الأزدي، انتقل إلى
البصرة وسكن بدرب الجوف بها، روى عن مجموعة من الصحابة من أشهرهم
عائشة وابن عباس، اشتهر بالعلم والتفقه ويذكر أن له مؤلفا في الفقه والحديث
اسمه الديوان وله كتاب جوابات جابر بن زيد كان على علاقة مع الحسن
البصري، وتزعم العمل السري لجماعات القعدة في فترة ازدياد القمع لهم.
سجنه الحجاج ثم نفاه إلى عمان. عن كشف الغمة ص298 رقم 477 .
Sayfa 42