فإن جهل ذلك ولم تقم عليه الحجة بعلمه ودان بما يلزمه حتى حضر الموت فلم يوص لجهله بذلك قبل قيام الحجة عليه من جميع المعبرين قلنا هو سالم إن شاء الله تعالى فعلى قول من يقول أنه لا يسعه جهل علم ذلك ولو وسعه تأخيره فقد ألزموه الحجة من جميع المعبرين ومن وسع له في ذلك إلى الممات فلا تلزمه الحجة لذلك إلا من العلماء الذين هم الحجة فيما يسع
جهله أو يصح مع علمه بوجه من الوجوه.
مسألة
[ ما لا يسعه جهله ]
وأما إذا أتى حال لا يسعه جهل ذلك وهو الموت فإن عبادة جميع المعبرين حجة عليه كانت العبارة عند الموت أو قبله فلم ينسها وذلك في الحج والزكاة جميعا.
مسألة
[ وقت الختان ]
وأما الختان(1) فوقته بلوغ الحلم إلا إذ حصل له عذر من محاذرة بردا أو
حرا ولا يسعه جهل ذلك وتقوم عليه الحجة من جميع المعبرين بمنزلة سائر المفترضات كالصلاة والسؤال فيه والعذر عند الاجتهاد بمنزلة الصلاة غير أنه عليه التعبد به ليلا ونهارا ولا غاية له في طلب علم ذلك حتى يخرج منه أو يموت معذور ولا تقوم عليه الحجة ممن عبر له فيجهل فيموت هالكا.
مسألة
[ فيما استحل المحدث من المحرمات ]
و أما إذا أتى المحدث مما يسع جهله وإنما تقوم الحجة فيه من السماع فيما استحل المحدث من ذلك من المحرمات أو حرم من المحللات من دين الله
والعالم بحدثه عالم بحرمه ما استحل من الحرام وحل ما حرم من الحلال
فيما الاختلاف فيه أنه من دين الله من كتاب أوسنة أو إجماع ضاق عليه
__________
(1) 1- الختان : هو من سنن المرسلين. معناه في اللغة : قطع القلفة أي الجلدة التي على =
= رأس الذكر. اصطلاحا : هو الحرف المستدير على أسفل الحشفة - أي موضع
القطع من الذكر، وهو الذي تترتب عليه الأحكام الشرعية. عن تربية الأولاد
1/101 .
الدليل : عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ص : «الفطرة
خمس : الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط»
حديث صحيح.
Sayfa 37