[ العلم بالسماع فيما لا جهل فيه ] و أما ما خطر بباله أو سمع بذكره من أمر توحيد الله تعالى الذي لا
يحتاج إلى تفسير وهو من المعقول من صفة الله تعالى وأسماءه ووجوب
وعيده للعاصي ووعده للطائع فلا يسعه جهل ذلك ولا الشك فيه وغير
متفسر في السؤال عنه لمعبر إذ حجة ذلك تقوم عليه من عقله ويهلك
بجهلها من جيئة ولا نعلم في ذلك اختلافا.
مسألة
[ تسمية الله بأسمائه ]
و أما إذا شك في اسم ذلك وعرف معناه ما لم تتضح له أسماؤه فواسع له
مثل أنه لا يسمع بأسماء الله المسمي بها نفسه وصفاته الواصف بها نفسه
وإذا لم يسمع بالله وعرف أنه مالك ولما برأ من البريات وقادر عليه وعلى
جميع المقدورات وسعه أن يسمي الله بأسمائه المسميات معه ومع من علمها
من العلماء.
مسألة
[ هل يجوز جهل اسم النار ]
فإن قيل وهل يجوز جهل اسم النار قلنا نعم إذا عرف معاني العقاب من الله تعالى لمن عصاه وكذلك الجنة إذا جهل اسمها وعرف معاني الثواب أنه من الله جل ثنائه لأوليائه على طاعتهم له وأن ثوابه لا يشبه ثواب خلقه ومثله العقاب وما تولد من مثله مثل أن الله يبعث من في القبور وإليه النشور فإذا جهل اسم القبور والنشور وعرف أن الله قادر على أن يحيي الموتى أجزاه ذلك.
مسألة
[ ما يلزمه في نفسه ]
فأما اللوازم التي تلزمه في نفسه وماله مثل الحج والزكوات فذلك أوسع
من الصلاة والصوم وفي ذلك قولان: أحدهما أن عليه علم ذلك ولا يسعه
جهله وإن وسعه تأخير ذلك لسعة وقته ما لم يدن بتركه أو يمت وهو ذكر له
ولم يوص به. وقول : لا يلزم علم ذلك لسعة وقته ما لم يدن بتركه ولم
يوص به وهذا هو الأرجح.
مسألة
[ إذا مات ولم يوص ]
Sayfa 36