فإن قيل وما صفة وقوف الدين قلنا هو وقوف السلامة للعالم والجاهل وهو أن تقف عن من لم يعلم له إيمانا يستحق به الولاية ولا كفرا يستحق به البراءة فأنت واقف عنه وقوف دين تتولاه في الشريطة إن كان لله وليا وتبرأ
منه في الشريطة إن كان لله عدوا.
مسألة
[ صفة وقوف السؤال ]
فإن قيل لك وما صفة وقوف السؤال قلنا هو أن يكون لك وليان
فيتنازعان في مسألة من الشرع فيدعي كل منهما صواب نفسه وخطأ
خصمه وأنت جاهل بلا عدل من قوليهما فعليك أن تقف عنهما حتى تسأل المسلمين يروي عن هذا الربيع بن حبيب(1) رحمه الله.
مسألة
[ صفة وقوف الرأي ]
فإن قيل فما صفة وقوف الرأي قلنا هو أن تعلم من وليك حدثا يريك منه فلك أن تقف عنه وقوف رأي مع اعتقاد ولاية الدين إن كان حدثه لا يخرجه من الولاية وعلى اعتقاد براءة الشريطة إن كان حدثه يخرجه من الولاية إن وقفت عنه في هذا الموضوع وقوف دين كنت هالكا.
مسألة
[ حكم جهل كفر الكافر ]
فإن قال فما معنى قول من قال أنه لا يهلك أحد بهلاك أحد ولا يضل
أحد بضلال أحد قلنا إذا جهل كفره وضلاله فلم يبرأ منه أيهلك بهلاكه
ما لم يتوله أيهلكه بفعله لا بفعل غيره ما لم تقم عليه شواهد حجة.
مسألة
[ الشهادة واليقين بالقلب ]
فإن قيل: فإذا قلتم في الجملة أنه يجري فيها التصديق فالشهادة واليقين
بالقلب دون اللفظ باللسان والمجتمع عليه بالجملة: أنهما أصل الإيمان
والإسلام والمجتمع عليه أن الأيمان قول وعمل ونية فما دليلكم على ذلك
قلنا الدليل قول الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله
والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل } (2) وقد
وجدنا تأكيده الإيمان في غير آية من كتاب الله أنه الإيمان التصديق
__________
(1) 1- الربيع بن حبيب : هو الإمام المحدث الثبت الربيع بن حبيب بن عمرو الفراهيدي
العماني، أدرك الإمام جابر بن زيد وأخذ العلم عنه. وهو شيخ المذهب منهم أخذ
طلبة العلم علمهم توفي رحمه الله سنة 140ه إتحاف الأعيان ص 51 - 53 .
(2) 1- سورة النساء آية 36 .
Sayfa 32