واليقين والمعرفة بالقلب.
مسألة
[ معرفة جملة الشهادة ]
فإن قيل فما معنى قول المسلمين أن البالغ تلزمه معرفة الجملة وهي شهادة
أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن ما جاء به محمد عن الله
تعالى فهو الحق المبين قلنا قوله هذا يخرج في رجلين أحدهما قد بلغته الحجة والدعوة بهذه الجملة في(1) فجهل لزومها أو مشرك أنكرها بعد بلوغه طرفة عين ولو لم يقم عليه الحجة بها فهذان لا يسعهما إلا معرفتها ويضيق جهلها عليهما وسواهما لا يلزمه ما لزمهما من الهلاك بدون معرفتها لأنه في أصل دينهم مقر بها الحجة عليهم فيه من جميع دين الله.
مسألة
[ لا يسع جهل ما سبق ]
فإن قال قائل لم نجدهم يفسرون وهذا التفسير وإنما وجدنا عنهم أنه لا
يسع جهلها من بلغ وصح عقله قلنا فحجته منك عليك بحمد الله إذ نقول
أنهم قالوا لا يسع جهلها فلا يكون جاهلا بها من لم يقدر على البلوغ إليها بحال من الحال لأنه إذا فقد آلة من الآلات سقط عنه التكليف بالعلم
والعمل والقول بمثلها كفاقد الاستطاعة عن الصلاة قائما صلى قاعدا.
مسألة
[ الإقرار بجملة التوحيد ]
فإذا أتت علي العبد حالة كان فيها مقر بالجملة من التوحيد عالما بمعانيها
التي تلزمه في وقته ذلك وهو مسلم سالم من الهلاك مؤمن عالم واسع له
المقام على جهله سوى ذلك من العلم بالدين ولم يكن عليه أن يعتقد السؤال دينونة وليس عليه خروج في طلب العلم ما سوى ذلك كان عند النبي - صلى الله عليه وسلم -
أو من دونه من العلماء.
مسألة
[ العلم بالجملة ]
فإن قيل فإن صنع شيئا من ذلك قلنا ما لم يضيع شيئا من ذلك بعد العلم بالجملة وما يدخل فيها من معاني التوحيد والوعد والوعيد بجحد أو بشك
في علم ذلك أو تضييع فرض حتى يفوت وقته الذي تعبده الله فيه أو يركب
محرما عن ركوبه بغير حجة من زوال عين أو ضرورة أو يعبر له معبر ممن
__________
(1) 2- في نقص - والله أعلم .
Sayfa 33