... قلت: وقد تجدد بناء البئر بعد ذلك مرات، وزيد في علو السقف، وجعل في قلب البئر مسجد لطيف، والحصن اليوم مسكن فلاح البئر المذكورة. بئر غرس: بفتح أوله، ويروى بالضم، جاءها النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فدعا بدلو من مائها، فتوضأ، ثم سكب فيها، فما نزفت بعد ذلك.
... ورأى أنه أصبح على بئر من آبار الجنة، فأصبح على غرس، فتوضأ منها، وبصق فيها، وأهدي له عسل فصبه فيها، وهذه البئر بينها وبين مسجد قباء من جهة المشرق نحو نصف ميل، وعند ركنها الشرقي القبلي الحديقة المغلية، طول بئرها سبعة أذرع، وعرضها عشرة أذرع، والماء ذراعان، كذا في ((الدرة الثمينة)).
... ومجاز البئر قبلي، واشتهر عند أهل الفلاحة أن المجاز الشامي أوفق بالصنعة، وسره الانحدار الطبيعي، ومساعدة الهواء، وفي ((الجوهر المنظم)) ورد ((يا علي! إذا أنا مت فاغسلني بماء من بئر غرس بسبع قرب، لم تحلل أوكيتهن)) فغسل منها كما أمر.
وكانت خرابا فجددت بعد السبعمائة، ولها درجة من داخل الحديقة، وبقربها مسجد ، ولها درجة أخرى من خارج الحديقة، عمرت عام اثنين وثمانين وثمانمائة، وكانت عليها حديقة غناء، فصارت بوارا، وكأن لم تكن. وما أوقع ما قال:
بني الدنيا أقلوا لهم فيها ... فما فيها يؤول إلى الفوات
بناء للخراب وجمع مال ... ليغني والتوالد للمات
... بئر رومة:
... بالضم، في غربي المدينة، بعيدة منها، وهي نزاح واسع من الأرض وطي وعندها بناء من حجارة عظيمة، كان دير يهودية، طوله ثمانية عشر ذراعا، وعرضها ثمانية أذرع، وماؤها حلو، صاف، طيب.
Sayfa 66