مغرى يجذب الريح من آفاقه ... فكأنه للريح مغنطيس ... ومن محاسن المسجد الشريف: صحنه، فإن الجالس فيه أحسن حالا منه في البساتين، ما اختص به من مشاهدة الحجرة المعطرة المطهرة، والقبة الشريفة إلى غير ذلك من الفضائل التي لا تحصى، والنوافل التي لا تستقصى. وفي الصحن نخلة مرجبة حولها داربزين من خشب مربع الشكل، وهي بقايا نخلات كانت هنالك، قيل: كانت بصحن المسجد نخيل مغروسة نحو خمسة عشر. قال المجد اللغوي: وفي أيام عزيز الدولة شيخ الخدام غرس كثير من هذا النخل الذي بالمسجد اليوم، وكأنه لم يتعرض أحد لهذه البدعة، كذا في ((المغانم))، وفي كتاب ((زهرة البساتين)). فإن قيل: كيف ساغ غرس النخل في المسجد، وهو من البدع المنهي عنها؟ الجواب: أن المسألة مختلف فيها، فمنهم: من كره، ومنهم: من منع، ومنهم: من أباح. ولا يسوغ الإنكار إلا في مسائل الإجماع ، أما حكم ثمرتها فإنها مباحة لجميع المسلمين، كالنابت في المقبرة، والبيداء، ومحجة الطريق.
من ص 104-111
الآبار المنسوبة إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم-:
تتميم:
... في ذكر آبار النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وهي كثيرة، إلا أن المشهور منها سبعة، وفي ذلك يقول أبو اليمن المراغي، وما أحلى ما قال:
إذا رمت آبار النبي بطيبة ... فعدتها سبع مقالا بلا وهن
أريس وغرس ورومة وبضاعة ... كذا بصة قل بئر حاء مع العهن
... بئر أريس:
... كأنيس، وتعرف ببئر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وفيها سقط خاتمه الشريف من يد عثمان - رضي الله عنه - في أيام خلافته، فنزحت، فلم يوجد، وعندها حدائق ذات بهجة، وماؤها أعذب ماء هنالك. وهي غربي مسجد قباء، طولها أربعة وعشرون ذراعا وشبرا، منها ذراعان ونصف في الماء، وعرضها خمسة أذرع، وطول قفها الذي جلس عليه - النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ثلاثة أذرع، وعند البئر أطم عال خراب يعرف بالحصن، كذا في ((الجوهر المنظم)).
Sayfa 65