... وورد: ((نعم القليب قليب المزني)) وكانت ليهودي بيع ماؤها للمسلمين، فقال عليه الصلاة والسلام: ((من يشتري رومة فيتصدق بها فيجعلها للمسلمين يضرب بدلوه في دلائهم، وله فيها شرب من الجنة؟)) فساوم عثمان - رضي الله عنه - اليهودي، فأبى عن بيعها كلها، فاشترى منه نصفها باثني عشر ألف درهم، فجعله للمسلمين، وصار لكل يوم، فكان المسلمون يستقون يوم عثمان ما يكفيهم يومين، فقال اليهودي: أفسدت علي ركيتي، فاشترى النصف الثاني بثمانية آلاف درهم، واستقل بها المسلمون، وحول هذه البئر آبار طيبة الماء، عجيبة الوضع، والبناء، بحيث يزعم الناظر إليها أنها من وضع الجن لغرابة أمرها.
... وما ألطف ما قال:
وقد كان أرباب الفصاحة كلما ... رأوا عجبا عدوه من صنعة الجن
... بئر بضاعة:
... بموحدة مضمومة، وتكسر، فمعجمة، وقيل: مهملة، وهي شمالي المدينة، صح أنه قيل للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم-: إنه يستقى لك من بئر بضاعة، وهي بئر تلقى فيها الكلاب والمحائض، فقال: ((إن الماء طهور لا ينجسه شيء)). وفي ذلك كما لا يخفى رخصة عظيمة، ونعمة جسيمة.
... وصح أنه - صلى الله عليه وآله وسلم - بصق فيها، وتوضأ من دلو منها، ورده إليها، ودعا لها. وكان المريض يغتسل منها فيبرأ، يكون الماء منها على قدر ذراعين، عرضها ستة أذرع، وطولها أحد عشر ذراعا وشبرا. وهذه البئر في بستان، وماؤها عذب، طيب، ولونه صاف، أبيض، طيب الرائحة، كذا في ((الدرة)).
... قلت: وعندها اليوم مسجد لطيف. أما البستان فقد صار من أنضر الحدائق، وأحسنها.
وللنجم بعد الهبوط استقامة ... وللدهر أيام تجور، وتعدل
... بئر البصة:
... بموحدة مضمونة فمهملة مخففة، قيل: مشددة، من: بص الماء: رشح، والأول: من: وبص ك: وعد؛ إذا بلغ.
Sayfa 67