... ليس في الجنة عبادة إلا الحمد، والشكر، والتسبيح، والتهليل، من غير تكليف وإلزام، وإنما هو تيسير وإلهام. ( وقالوا الحمد لله الذى صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشآء فنعم أجر العملين ) [سورة الزمر: 74].
إلهي لك الحمد الذي أنت أهله ... على نعم ما كنت قط لها أهلا
إذا زدت تقصيرا تزدني تفضلا ... كأني بالتقصير أستوجب الفضلا
... وقال آخر:
لك الحمد يا الله في كل حالة ... ومن جملة الآلاء قولي لك الحمد
فلا حمد إلا أن تمن بقوة ... تعاليت لا يقوى على حمدك العبد
... وقال آخر:
إذا كان شكري أنعم الله نعمة ... علي إنه في مثلها يجب الشكر
فكيف يكون الشكر إلا بفضله ... وإن طالت الأيام واتسع العمر؟!
من ص 92-93
... قدوم الرسول إلى المدينة:
... قدم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - المدينة المنورة ضحى يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول، فاستقبله زهاء خمسمائة من الأنصار، فما رأى أحد مثل ذلك اليوم. وخرج يوم الجمعة عند ارتفاع النهار، فركب ناقته، والمسلمون عن يمينه وشماله ومن خلفه، منهم الماشي، ومنهم الراكب، فما مر بدار من دور الأنصار إلا قالوا: هلم يا رسول الله! إلى القوة والمنعة، فيقول لهم خيرا، ويدعوا، ويقول عن ناقته: ((إنها مأمورة، خلوا سبيلها)) فمر ببني سالم، فأتى مسجدهم الذي في وادي رانوناء، وأدركته صلاة الجمعة، فصلاها بهم هناك، فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة، ثم ركب ناقته، وسار حتى انتهت به إلى زقاق الحبشي بيوت بني النجار، فجعلت النساء والوالدين يضربن على الدف ، ويقلن:
طلع البدر علينا ... من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داع
... وفي رواية:
أيها المبعوث فينا ... جئت بالأمر المطاع
Sayfa 57