... وقال آخر: كان الصحابة رضي الله تعالى عنهم يقتبسون العلم من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في ذلك الموضع، وهو مثل الروضة، ويؤيده قوله - صلى الله عليه وآله وسلم-: ((إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا)) قالوا: يا رسول الله! ما رياض؟ قال: ((حلق الذكر)).
من ص 91-92
... عقيقة:
... قال في ((المواهب)): واعلم أن أعظم نعيم الجنة، وأكمله: التمتع بالنظر إلى وجه الرب تبارك وتعالى ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم- وقرة العين بالقرب من الله تعالى، ورسوله، مع الفوز بكرامة الرضوان التي هي أعظم الجنان، كما قال تعالى: ( ورضوان من الله أكبر ) [سورة التوبة: 72] ولا ريب أن الأمر أجل مما يخطر بالبال، أو يدور في الخيال، ولا سيما عند فوز المحبين في روضة الأنس، وحظيرة القدس بتحية محبوبهم الذي هو غاية مطلوبهم، فأي نعيم يداني تلك المعية، ولذتها وقرة العين بها وبهجتها، وهل فوق نعيم قرة العين بمعية الله تعالى ورسوله نعيم.
... فلا شيء أجل من حضرة يجتمع فيها المحب بأحبابه في مشهد مشاهد الإكرام، والعز المقيم، حيث يتجلى الحق جل جلاله، ويقول: سلام عليكم عبادي، ومرحبا بكم أهل ودادي، أنتم الآمنون المؤمنون، لا خوف عليكم اليوم، ولا أنتم تحزنون، هذه يدي مبسوطة عليكم، وأنا ربكم أنظر إليكم، فيقولون: ربنا حاجتنا النظر إلى وجهك الكريم، والرضا عنا، فيرفع الحجاب، ويتجلى الحق جل جلاله، فيخرون سجدا، فيقول الله تبارك وتعالى: قد رضيت عنكم فلا أسخط عليكم أبدا. فما أحلاها من كلمة! وما ألذها من بشرى! فيقولون: ( الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور * الذى أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب ) [سورة فاطر: 34-35] والله أعلم.
... مسألة:
Sayfa 56