والفلك فيما تقدم- بضم الفاء: هو السفينة. ووجه التشبيه أن آدم (عليه السلام) حال الهبوط كان فيه اضطراب كاضطراب السفينة فى البحر حال هبوب الرياح.
وفى بعض الروايات أن آدم (عليه السلام) لما أهبط بأرض الهند اشتد بكاؤه وحزنه فتاب الله عليه وأمره بالمسير إلى مكة، فلما انتهى إليها عزاه الله بخيمة من خيام الجنة ووضعها له موضع البيت، وكانت تلك الخيمة ياقوتة حمراء من يواقيت الجنة فيها ثلاثة قناديل من ذهب من تبر الجنة فيها نور يلتهب من نور الجنة (1).
وعن قتادة، أن آدم (عليه السلام) أهبط ومعه بيت فكان يطوف به والمؤمنون من ولده كذلك إلى زمن الغرق، ثم رفعه الله عز وجل فصار فى السماء وهو الذى يدعى البيت المعمور. ذكره الحليمى فى «منهاجه» ثم قال: يجوز أن يكون معنى قول قتادة من أنه أهبط مع آدم بيت أى مقدار البيت المعمور طولا وعرضا وسمكا ثم قيل له: ابن بقدره وحياله فكان حياله موضع بالكعبة فبناها فيه. وأما الخيمة فقد يجوز أن يكون أنزلت وضربت فى موضع بالكعبة، فلما بنى الكعبة كانت الخيمة حولها طمأنينة لقلب آدم ما عاش ثم رفعت فتتفق هذه الأخبار. كذا فى «منسك» الجد (رحمه الله تعالى).
وأما سبب بناء الخليل (صلوات الله عليه): فروى عن مجاهد رضى الله عنه أن موضع البيت كان قد خفى ودرس من الغرق أيام الطوفان، فصار موضعه أكمة حمراء مدرة لا تعلوها السيول، غير أن الناس يعلمون أن موضع البيت فيما هناك ولا يثبتونه. وكان المظلوم يأتيه من أقطار الأرض ويدعو عنده المكروب، فقل من دعا هنالك إلا استجيب له (2).
وعن ابن عمر: كانت الأنبياء يحجونه ولا يعلمون مكانه حتى بوأه الله لخليله وأعلمه مكانه (3).
مطلب الخلاف فى هود وصالح هل حجا أم لا
وروى أن هودا وصالحا ومن آمن بهما حجوا البيت وهو كذلك. ونقل العلامة السيوطى فى بعض كتبه أن جميع الأنبياء حجوا البيت إلا هودا وصالحا فرنهما كانا تشاغلا بأمر قومهما فماتا ولم يحجا.
Sayfa 73