وروى عبد الله بن عمر فقال: أرسل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: (ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار) (¬1) ، قال: قلت بلى يا رسول الله، قال: (اقرأ القرآن في شهر، قلت: إني أطيق أفضل (¬2) من ذلك فشددت فشدد علي فقال: إقرأه في عشرين، فقلت: إني أطيق من ذلك فشددت فشدد علي فقال: إقرأه في سبع لا تزد على ذلك) (¬3) فلو لم يكن القرآن مجموعا مؤلفا كيف كان يقرأه عبد الله في شهر أو في سبع، ومن طريق آخر إنه بلغه عن عبد الله بن عمر يقرأ القرآن في أربعين ليلة فاستزاده حتى بلغ إلى سبعة أيام.
وروي (¬4) أن مجاهدا قال في الحجر: نزل مع سورة الأنعام خمسمائة ملك يحفون بها.
وروي عن الشعبي (¬5) وهو الإمام في علم القرآن قال: لم يجمع القرآن على عهد رسول صلى الله عليه وسلم إلا ستة كلهم من الأنصار، فلو يكن القرآن كله مجموعا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن كلاما نزل عليه مؤلفا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف كان يجمعه ويحفظه هؤلاء الستة.
وعن قتادة عن أنس قال: قرأ القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار، أبي، ومعاذ، وزيد، وأبو زيد، وأبو أيوب. والأكثر من الصحابة قد قال: (¬6) يحفظ من القرآن السور المعدودة. وفيهم من يحفظ السورة والسورتين، فالقرآن كله قد كان فيهم محفوظا متلوا، ألا ترى أن كثيرا منا اليوم ممن لا يقرأ القرآن ظاهرا، فلو قرأ بين يديه قارئ منه شيئا فزل عن موضعه أو أسقط كلمة لانتبه لذلك ولشعر (¬7) بذلك وأنكره.
¬__________
(¬1) رواه أبو داود.
(¬2) في (ج) أكثر.
(¬3) رواه النسائي والترمذي.
(¬4) رواه الترمذي.
(¬5) رواه الترمذي وأبو داود.
(¬6) قال) لاتوجد في (ج) و (ب).
(¬7) في (ب) و (ج) و أشعر بذلك.
Sayfa 39