وروي أن جبرائيل عليه السلام كان ينزل كل عام فيقرئ رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن مرة، حتى إذا كان العام الذي قبض فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضه (¬1) ذلك العام مرتين.
وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: حين صنع عثمان بالمصاحف ما صنع، والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة إلا وأنا أعلم حين أنزلت، وما من آية إلا وأنا أعلم فيمن أنزلت، قيل "نسخة" قال: كانت (¬2) الآية إذا أنزلت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اجعلوها في موضع كذا.
ويدل على ما قلناه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من تعلم القرآن فنسيه حشر يوم القيامة أجذم)، فلو لم يكن القرآن مجموعا محفوظا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يكن لذكر هذا الوعيد معنى.
وروي عنه صلى الله عليه وسلم إنه قال: (عرضت علي الذنوب فلم أر ذنبا أعظم ممن حمل القرآن ثم تركه). وفي بعض ما ذكرنا ما يدل على أن القرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان مجموعا محفوظا والله أعلم. والذي عليه جل فقهاء أصحابنا أن القرآن ينسخ القرآن، وينسخ بالسنة، كما أن السنة تنسخ بالسنة، وقد وجدت لبعض أصحابنا أن السنة لا تنسخ القرآن.
¬__________
(¬1) في (ج) أعرضه.
(¬2) في (ج) كاتب الآية.
Sayfa 40