ومما يؤكد النوايا الخيرة للجيش المهاجم وأنهم لم ينطلقوا بدافع حب السلطة والإمارة طلبهم من السلطان سالم إعلان التوبة والعودة إلى الصراط المستقيم، وترك حكم الاستبداد، والعمل بمشورة رجال العلم والدين، فلو وافقهم على ذلك فإن الشيخ الخليلي كان على استعداد لأن يسمح لسالم بالاستمرار في الحكم ، ولكنه رفض فدخلت القوات المهاجمة مسقط في 14 جمادى الآخر 1285ه/أول اكتوبر 1868م (¬1) .
وقد كان الجنود وبفضل توجيه وقيادة الشيخ سعيد بن خلفان على درجة عالية من النظام، فلم يأخذوا من مال الرعايا شيئا، ولم يعتدوا على أحد بظلم، إذا استثنينا في ذلك قصر السلطان، وكان العلماء قد أفتوا الجنود في أخذ ما يجدونه لأنه في حكم بيت المال، وقد جعلوه مكافأة وترغيبا (¬2) .
و- مبايعة عزان بن قيس على الإمامة:
وبعد أن سيطروا على مسقط اجتمعوا للتشاور في تقديم واحد منهم إماما يحكم البلاد بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فاجمعوا على مبايعة عزان بن قيس بن عزان بن قيس ابن الإمام أحمد بن سعيد إماما لهم، وذلك في يوم 22 من جمادى الآخر 1285ه/1868م (¬3) .
المبحث الثاني
إمامة عزان بن قيس 1285ه/1868م
وسنتناول الحديث في هذا المبحث حول التالي:
المطلب الأول: مبايعته وجهوده: وسيتركز على الأمور التالية:
أ- نص البيعة.
ب- جهوده في :
أولا - المجال السياسي والاجتماعي.
ثانيا - المجال الاقتصادي.
ثالثا - المجال العلمي.
رابعا - المجال العسكري.
المطلب الثاني: سقوط الإمامة.
المطلب الأول
مبايعته وجهوده
أ- نص البيعة:
كانت المبايعة يوم الجمعة، بعد صلاة العصر، أما نص البيعة فهو على النحو التالي:
¬__________
(¬1) لاندن،(عمان منذ 1856م)، ص 262.
(¬2) السالمي،(تحفة الأعيان)، ج2 ص 243-244. ولاندن،(عمان منذ 1856م)، ص 262.
(¬3) السالمي،(تحفة الأعيان)، ج2 ص 246-247. ولاندن،(عمان منذ 1856م)، ص 265. والعابد،(سياسة بريطانيا في الخليج العربي) ص 55.
Sayfa 25