وعلى الرغم من أن علماء الدين ورؤساء القبائل بزعامة الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي والشيخ صالح بن علي الحارثي لم يناصروا عمه تركي في محاولته للقضاء عليه فهم لم يفقدوا الأمل ولم يسيؤوا به الظن فيما وعدهم به، بل إن الشيخ صالح بن علي أرسل إلى السلطان سالم أن يأخذ حذره من محاولات تركي، إلا أن سالما بدلا من أن يحفظ لهم هذه المواقف فقد قرر اعتقال صالح بن علي عندما جاء في زيارة إلى بركا لمقابلته في أواخر سنة 1283ه /1867م، وكاد يمسك به لولا رجال صالح الذين أخرجوه من مجلس السلطان بذكاء، فتوجه إلى الباطنة ثم الرستاق، ومنها إلى موطنه في الشرقية (¬1) ، وهذا التصرف من السلطان سالم أسفر عنه فقدان أي عمل في إمكانية التوافق معه، وعلى أثر ذلك تواصل الخطاب بين الشيخ صالح والشيخ سعيد بن خلفان الخليلي عالم عمان في ذلك الوقت وكان حينها في سمائل (¬2) ، وكذلك مع عزان بن قيس بالرستاق والشيخ محمد بن سليم الغاربي بالباطنة (¬3) ، فقاموا جميعا على السلطان سالم فأطاحوا به، وأخرجوه من مسقط، بعد أن شنوا على عاصمته هجوما من جهتين، فقد شق عزان طريقه إلى مسقط قادما من الرستاق، وفي طريقه احتل بركا على الساحل بتاريخ 2 من جمادى الآخر سنة 1285ه، حيث التقت قوات عزان بمجموعة القوات القادمة من الشرقية وداخلية عمان بقيادة صالح بن علي والشيخ سيف بن أحمد الرواحي (شيخ قبيلة بني رواحة) وبتوجيه من الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي في مدينة مطرح (¬4) .
¬__________
(¬1) السالمي،(تحفة الأعيان)، ج2 ص 238-239. ولاندن، (عمان منذ 1856م)، ص 261.
(¬2) سمائل مدينة تقع في داخلية عمان تبعد عن مسقط حوالي (100كم).
(¬3) السالمي،(تحفة الأعيان)، ج2 ص 239-240. ولاندن،(عمان منذ 1856م)، ص 262.
(¬4) السالمي،(تحفة الأعيان)،ج2 ص 241-242. ولاندن،(عمان منذ 1856م)، ص 262. والعابد،(سياسة بريطانيا في الخليج العربي)، ج2 ص 54.
ومطرح: مدينة متاخمة لمسقط.
Sayfa 24