القول على الفلك الأعلى
أما الفلك الأعلى المحيط بجميع الموجودات فإنه محيط بكرة الكواكب الثابتة مماس لها وهو يتحرك على قطبيه اللذين هما قطبا العالم الحركة السريعة من المشرق إلى المغرب ويتحرك بحركته جميع أفلاك الكواكب على ما بيناه في أول مذه المقالة وليس فيه شيء من الكواكب.
وجميع الدوائر المائلة التي لسائر الكواكب والدوائر التي تمر بقطبي دائرة البروج التي توجد منها عروض الكواكب وجميع الدوائر العظام التى تقدم في أول المقالة ذكرها ودوائر البروج التي إليها تقاس حركة جميع الكواكب وأطراف الخطوط التى تخرج من مركز العالم وتمر بمراكز الكواكب فإنها متوهمة كلها في سطح الفلك الأعلى المحيط بجميع الأفلاك وإليه يقاس جميع أحوال الكواكب في الحركات والاتصلات والاجتماعات والاقترانات. أما سائر الحركات وأوضاع الاتصلات فبالقياس إلى دائرة البروج التي في سطح الفلك الأعلى بأوضاع النقط منها التى بينا أنها مواضع الكواكب في الطول.
وأما أبعاد ما بين الكواكب بالحقيقة فمن الدوائر العظام التي تمر بمركز العالم وبطرفي الخطين من سطح الفلك الأعلى اللذين هما موضعا الكوكبين.
وأما الاقترانات فبالدائرة التي تمر بقطبي فلك البروج وبطرف الخط الذي هو موضع الكوكب من سطح الفلك الأعلى إذا كانت مع هذه الحال تمر بطرف الخط الذي هو موضع الكوكب الآخر فإنه يعرض من هذه الحال أن يكون موضعهما من دائرة البروج نقطة واحدة لأن الدائرة التي تمر بموضعهما دائرة واحدة وكذلك الاجتماعات التي للشمس والقمر بينا ذلك في موضع من ذكر أفلاك القمر.
Sayfa 64