فجميع الحركات الموجودات في جميع أجزاء العالم على ما فهمناه بقدر اجتهادنا من أراء أصحاب التعليم وأرصادهم المدونة وعلى ما يوجد بالاستقراء بحسب ما ينتهي إليه فحص من عني بهذا العلم وخاصة بطليميوس فأنا على بحثه وأرصاده اعمدنا في جميع الحركات السماوية على ما قدمنا من تفصيلها سبعة وأربعون حركة: حركة الفلك الأعظم المحيط من المشرق إلى المغرب وهي الحركة السريعة؛ وحركة فلك الكواكب الثابتة من المغرب إلى المشرق وهي الحركة البطيئة؛ وثماني عشر حركة للكواكب الثلاثة العلوية لكل واحد منها ست حركات؛ وحركاتان للشمس؛ وثماني حركات للزهرة؛ وتسع حركات لعطارد؛ وست حركات للقم؛ وحركتان لما دون فلك القمر وهما حركتا الثقل والخفة؛ ومن جملة حركات كل واحد من الكواكب السبعة المتحيرة حركة واحدة بالاضافة لا ذاتية وهي حركته التي توجد بالقياس إلى دائرة البروج.
ولما كان قولنا في كل واحد من الأفلاك متخصصا وتخطيط صورته مفردة إنما يفهم منه ويتصور فلك واحد واحد من الكواكب قائما بنفسه ولا يكاد أن يتصور من مجموعها جملة الأفلاك مجتمعة ودوائرها مقاطعة وأفلاكها متماسة وجب أن نخط صورة نرسم فيها جميع أفلاك الكواكب مجتمعة على ترتيبها وبحسب هيئتها وعلى ما شرحناه متفارقا من أمرها ليعقل من جملتها صورة العالم بجميع ما يحيط به وما يشتمل عليه. ولكي لا يكثر الأفلاك فيستعجم على الناظر في الصورة نقتصر في كل فلك منها وضع واحد من اوضاعه ونكتفى به دالا في حركته على سائر أوضاعه. ونفرض لتسهيل العمل جميع الدوائر المائلة لجميع الكواكب في سطح واحد وأبعد أبعادها أيضا على خط واحد ومراكز أفلاكها الخارجة المراكز كلها على ذلك الخط فيكون ذلك أبين في التمثيل ولا يوثر ضررا في أصول الصور. ونجعل أيضا المركز الخارج المدير لأقطار أفلاك التداوير للكواكب العلوية وكوكب الزهرة واحدا ونجعله قريبا من مركز العالم ليكون أبين إذ ليس الغرض في الصورة إلا المثال فقط وكذلك نجعل مركز الفلك الحامل لجميع الكواكب خلا عطارد واحدا وهذه صورة الكل.
Sayfa 65