أدركت ما تريد، وسأتأمل مليا في الأمر، إنك - ولا شك - من أخلص التلاميذ، فمرحى لتفكيرك المستقيم.
امتلأت نفس التلميذ سرورا، وقد نجح في محاولة إنقاذ رفيقيه، فاتسع أمله في إمكان إنقاذ الأمة من شرور الدجل والشعوذة، وأراد أن يختبر أستاذه أو أن يعجزه، فوجه إليه بهيئة المؤمن المعجب هذا السؤال: ولم لا تخلصنا من دجل ذلك الفيلسوف ومن شعوذته بإلقاء بعض أبواب سحرك العظيم؟ أرسل جندك من الجن والشياطين، أرسل هامان ومامان، وجهبورا وسنهار، وسلط عليهم شمشريخا وهيدرون ومن لف لفهم من المردة والعفاريت، فينقذوننا منه ومن أتباعه وتنجي من شروره الناس أجمعين.
س :
آه آه! إن هؤلاء المفكرين إذا أخلصوا في تفكيرهم، يبطلون أفاعيل السحر، وتهابهم الجن والشياطين، وقد جربت فرأيتهم يفرون منه حتى خفت على نفسي من أن ينقلبوا علي، ويفتكوا بي لما أصابهم من رعب وذعر، سألقاه بذاتي رجلا لرجل، وسأعتمد عليك كل الاعتماد.
ت :
حسنا تفعل، وأنا على استعداد تام للعمل، ولكني ما كنت أظن أن يكون للعلم كل هذا التأثير.
س :
ليس التأثير للعلم في ذاته، فإنه بذاته قد يكون وسيلة من وسائل السحر، وعبدا لشياطين الجان، ولكنه الفكر، لا قوة فوقه، إذا ما غذاه العلم والتأمل.
وهنا وقف الأستاذ وقال لتلميذه: أرى أن نكتفي الآن، وأن نريح الجسم من عناء اليوم بالنوم، وانتبه صباح الغد لموعد مجيء وزير الميمنة، ذلك الشمام الكبير.
ت :
Bilinmeyen sayfa