============================================================
ولا شاي أن هذه منة عظيمة أعطاها الله للسيوطى ، وفضل عظيم من الله الذى يرزق من يشاء بغير حساب ، وقد قرر السيوطى بأن لديه أهلية تمكنه أن يكتب فى كل فن ، فقال في معرض حديثه عن نفسه : "... وقد كملت عندى الات الاجتهاد بحمد الله تعالى ، أقول ذلك تحدثا بنعمة الله تعالى لا فغرا .. ولو شئت أن أكتب فى كل مسالة مصنفا بأقوالها ، وأدلتها النقلية ، والقياسية ، ومداركها ، ونقوضها ، وأجوبتها ، والعوازنة بين اختلاف المذاهب ، لقدرت على ذلك من فضل الله ، لا بحولى ولا بقوتى، فلا حول إلا بالله ، ماشاء الله لا قوة إلا بالله .4.0(1).
والسر هنا يكمن فى تقريرات السيوطى الأخيرة من هذا النص ، وإن أهليته واجتهاده والاعتصام بعدد الله وحبله المتين قبل كل شىء قادرة على أن تخلق الكثير والكثير .
ولقد صدق السيوطى فيما قال ، ويويد ذلاك مؤلفاته وتصانيفه العديدة فى كل فن من الفنون سواء كانت مطبوعة أو مخطوطة ، فقد نكر تلميذه الداودى : " أنه كان فى سرعة الكتابة أية كبرى من ايات الله ، ويقول : وقد عاينت الشيخ ، وقد كتب فى يوم واحد ، ثلث كراريس ، تاليفأ ، وتحريرا، وكان مع ذلاك ، يعلى الحديث ، ويجيب عن المتعارض منه باجوبة حمفة"(2).
ونالت مؤلفات السيوطى شهرة واسعة ، وانتشارا في كل الأقطار ، يقول الشوكانى : " فالن مؤلفات السيوطى انتشرت في الأقطار ، وسارت بها الركبان إلى الأنجاد والأغوار ، ورفع الله له من الذكر الحسن والثناء الجميل ، مالم يكن لاحد من معاصريه والعاقية للمتقين"(3) .
وقال صاحب شذرات الذعب عن مولفات السيوطى : " وشهرتها تفنى عن نكرها ، وقد اشتهرت أكثر مؤلفاته في حياته فى أقطار الأرض (2) شنرت لنمر5316 وتحوهب صقرة 221/1.
Sayfa 29