============================================================
عرض عليه السلطان الجديد فانصموه الغورى وظيفة المشيخة بعدرسة البيبرسية ، لكنه رفض وانر العزلة والبعد عن الحياة العلمة حنى وفاته(1).
وقد شرح السيوطى أسباب انسحابه من التدريس والفتيا ، وإيثاره العزلة فى " المقامة اللؤلؤية ، وصور فيها حال زمانه ، وهو في ذلك يبرر القرار الذى اتخذه بالامتناع عن التدريس والفتيا ، فقال : ... وتعلم المتعلم لغير العمل ، وكان التفقه للدنيا وليس له فى الأخرة أمل ، وأهين الكبير ، وقدم عليه الصغير ، ورفعت الاشار ، ووضحت الآخيار ، فلا يتبع التعليم ، ولا يستحيا من الحليم ، واتخنت البدعة سنة ، فلا يغيرها حتى عمر ، وصار الموت أحب إلى العلماء من الذهب الأحمر.."(2).
فى هذه المرحلة من عمره ، انقطع السيوطى رحعه الله تعالى بمنزله فى الروضة ، وكانت له كرامات ، وعظم غالبها بعد وفاته(3) .
وكان للسيوطى اعتقاد فى علم الباطن ، وقيل : إنه اشتغل بتحصيل علم الباطن واستفاد من أهلها بالححبة والخدمة والسلوك ، وحسن الاعتقاد والاخلاص والتخلية من الرذائل ، والتحلية بالفضائل ، وقال السيوطى : إنه رأى الرسول فى اليقظة والمنام(4) .
اده: لقد انعكس علم السيوطى فى مؤلفاته العديدة فى مختلف الفنون ، والتى يستطيع الباحث المحقق أن يقف على الكثير منها فى المكتبات العامة والخاصة مطبوعا ومخطوطأ ، فالامام السيوطى عالم موسوعى خليل يخاله الدارس متخصصا في كل فن اسهم فى التأليف فيه ، حجة فى كل علم من العلوم التى عرض لها .
Sayfa 28