============================================================
وعرف عن السيوطى أنه كان يترفع عن قبول الهدايا ، ولو كانت الهدية من السلطان نفسه ، فقد أرسل إليه السلطان الغورى هدية تتألف من ألف دينار وخصى، فرد العال إلى السلطان ، وقال لرسول السلطان : لا تعد تأتينا قط بهدية ، فإن الله تعالى أغنانا عن مثل ذلك ، وأما الخصى فإن السيوطى أعتقه وجعله خانما فى الحجرة النبوية الشريفة(1).
وقد طلب السلطان السيوطى مرارأ ليمثل بين يديه ، فلم يحضر اليه ، فقيل له : إن بعض الأولياء كان يتردد إلى الملوك والأمراء فى حوائج الناس ، فقال : اتباع السلف فى عدم التردد عليهم أسلم ، وكان لك واحدا من الأسباب التى جعلته يكتب رسالة : " مارواه الأساطين فى عدم التردد على السلاطين ، بعنوان اخر هو : "رواية الأساطين فى عدم المجىء إلى السلاطين" . وقد نمها السيوطى فى منظومة لطيفة حافلة ، واضاف إليها بعض الزيادات(2) .
تلك كانت علاقة السيوطى بالسلاطين والحكام الذين كانت فى أيديهم مقاليد الأمور ، فقد كانت علاقة سوية تدل على فدر السيوطى ، ومدى احترامه لشخصه حعاللم من علماء العسلعين.
ولقد كان للسيوطي حساد ونقاد من معاصريه وأقرانه ، فكان برد على هؤلاء وأولئك بالحجة والبيان الساطع ، ومما قاله فى نقاده : " وما انعم الله به على أن أقام لى عدوا يؤنينى ويمزق في عرضى ، ليكون لى أسوة بالأنبياء والأولياء ..."(2) .
وحين بلغ عمر السيوطى يناهز الأربعين ، انعزل عن الناس ، وزهد فى الدنيا ، وانقطع بسكنه فى الروضة ، وأقبل على الله تعالى ، والف اكثر مؤلفاته في عزلته هذه التى استمرت حوالى عشرين عاما حتى توفى، ورفض في خلال هذه الفترة أن يستقبل أحدا من مريديه ، وقد
Sayfa 27