روضة العابدين
روضة العابدين
Yayıncı
مكتبة الجيل الجديد
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
Yayın Yeri
صنعاء - اليمن
Türler
رضوانه، دون مَنْ عداهم من الجهّال. وفي الحديث عنه ﷺ: (فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية)، وقال الربيع بن أنس: مَنْ لم يَخشَ الله فليس بعالم، وقال ابن عباس في تفسير الآية: كفى بالزهد عِلمًا، وقال ابن مسعود: كفى بخشية الله عِلمًا، وبالاعتذار جهلًا وفي الحِكَم: خيرُ علم ما كانت الخشية معه. وقال في التنوير: اعلم أن العلم حيثما تكرر في الكتاب والسُنَّة فإنما المراد به العلم النافع، الذي تٌقارنه الخشية، وتكتنفه المخافة. قال تعالى: ﴿إِنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ﴾ بيّن سبحانه أن الخشية تلازم العلم، وفهم من هذا أن العلماء إنما هم أهل الخشية. هـ. وقال الشيخ ابن عباد: واعلم أن العلم النافع المتفق عليه فيما سلف وخلف إنما هو العلم الذي يؤدي بصاحبه إلى الخوف والخشية، وملازمة التواضع والذلة، والتخلُّق بأخلاق الإيمان، إلى ما يتبع ذلك من بغض الدنيا والزهادة فيها، وإيثار الآخرة عليها، ولزوم الأدب بين يدي الله تعالى، إلى غير ذلك من الصفات العلية، والمناحي السنية. اهـ. " (^١).
خامسًا: اختيار الرفقة الصالحة وترك الرفقة السيئة.
إن للجلساء والمجالس في أي مكان كانت أثرًا كبيرًا في تحصيل خوف الله تعالى في القلب أو في تحطيم ما تبقى من بنيانه. فالرفقة الصالحة في البيت أو المسجد أو العمل أو اللقاءات الاجتماعية تعين من كان معها في تلك الأماكن على أن يكون من أهل الخشية لله تعالى؛ لأنه سيسمع هناك الكلمة الطيبة والموعظة الحسنة، وسيرى المعروف ظاهرًا والمنكر خافتا. أما إذا كانت الرفقة سيئة ليس لها همّ في صلاح الإنسان واهتدائه فإنه سيجد لديهم التباطؤ عن الطاعات والمسارعة إلى المنكرات. فيملأ سمعه وبصره من الباطل الذي يُرتكب أو يتحدث الجلساء عنه.
وهذا سيجعله يتجرأ على هتك ستر الخوف والسير في دروب المعصية، إلا من رحم الله.
(^١) البحر المديد، لابن عجيبة (٦/ ١٨٦).
1 / 122