119

روضة العابدين

روضة العابدين

Yayıncı

مكتبة الجيل الجديد

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

Yayın Yeri

صنعاء - اليمن

Türler

ثمرات الخوف من الله تعالى: من عمر خوفُ الله نفسه وخالط أثره شغاف قلبه أورثه خيرًا كثيرًا في الدنيا والآخرة، فمن تلك الثمرات: أولًا: إبعاد الإنسان عن المعاصي. قال تعالى: ﴿لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾ [المائدة: ٢٨]. فما منع هابيلَ من قتل أخيه قابيل إلا خوفُه من الله تعالى، "قال عبد الله بن عمرو: وايم الله إن كان لأشدَّ الرجلين، ولكن منعه التحرج يعني: الورع" (^١). وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ﴾ [المائدة: ٩٤]. "أي: ليتميز الخائف من عقابه الأخروي، وهو غائب مترقب لقوة إيمانه، فلا يتعرض للصيد ممن لا يخافه كذلك لضعف إيمانه فيقدِم عليه" (^٢). وقال النبي ﷺ: (سبعة يظلهم الله في ظله … ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله …) (^٣). "قال القرطبي: إنما يصدر ذلك عن شدة خوف من الله تعالى، ومتين تقوى وحياء" (^٤). ثانيًا: الإقبال على الطاعات وحسن القيام بها. فالخوف حاثٌّ على العمل الصالح، والعمل الصالح ثمرة من ثماره، قال تعالى: ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ

(^١) تفسير ابن كثير (٢/ ٥٥). (^٢) تفسير أبي السعود (٣/ ٧٨). (^٣) رواه البخاري (١/ ٢٣٤) ومسلم (٢/ ٧١٥). (^٤) فتح الباري (٢/ ١٤٦).

1 / 123