10

Fatawa al-Iraqi

فتاوى العراقي

Araştırmacı

حمزة أحمد فرحان

Yayıncı

دار الفتح

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

1430 AH

التي جمعها بقلمه في أخر حياته منقحَةً مهذبة. ولما كانت كتب الفتاوى هي ((الفقه الحي)) الذي يبرز ملكه الفقيه المفتي، وعصره وزمانه، وفقهه لذلك العصر مع حيثيات المسألة المفتى فيها، كانت هي مِن أهم ما يُنمي عند طلاب العلم الملكة الفقهية، وتحقيق المناط، وفقه التنزيل الذي يُشكّل غفلتهم عنه أهم أسباب الجمود الفقهي والعجز عن تحرير الفتوى أو الخطأ فيه، كما أن المطالعة فيها تكشف عن القيود التي يُغفِلها كثير من الفقهاء في كتبهم، اعتماداً على حذق الطلاب وشرح الشيوخ، فإن غاب أحد هَذَين أوكلاهما رجعت عباراتهم مستغلِقةً مبهَمة، كما أن كتب الفتاوى تتضمن في طياتها مسائل خلَت عنها كثير من بطون المطولات، فضلاً عن غيرها من المختصرات، أو كانت في خبايا الزوايا منها، مما يشق على غير المتبحرين الوقوف عليها والإفادة منها.

لهذه المكانة التي تحتلها كتب الفتاوى توجه اهتمامي لها في تحديد رسالة التخصص الماجستير في هذا الفن من الفقه، ولما كانت ((فتاوى ولي الدين العراقي)) مما لا يزال مخطوطاً رهن خزانات المخطوطات العامة إلى زماننا هذا، محبوسةً عن طلاب العلم رغم جلالة كاتبها، وكثرة فوائدها وعمقها، وبسطها في التفصيل، وأخذها في التفريع عنه، رغبتُ التشرف بتحقيقها وإخراجها والتعليق عليها كرسالة جامعية، وذلك لنيل درجة التخصص الماجستير، في كلية الشريعة بجامعة بيروت الإسلامية، وفاءً للإسلام وعلومه، ونصحاً التراث المذهب الشافعي بإخراج أحد مخطوطاته إلى عالم المطبوعات، ووفاءً لهذا الإمام الألمعي، الذي لم يُطبع له كتاب في الفقه، عساني أُحَصِّل الفوائد التي سُقتها للمشتغلين بكتب الفتاوى، والذين تمرَسوا على فروع الشافعية، بما يعود علي من الله بالرضى والثواب.

وأما عن أهمية تحقيق المخطوطات والفوائد المرجوة منها فهي كثيرة جدا، خاصة في عصرنا هذا، فقد ترك لنا علماؤنا ميراثاً عظيماً، متمثلاً بكتبٍ كثيرة، عظيمة القدر، غزيرة العلم، فهي تمثل خلاصة ما وصلوا إليه بعد طول زمان من العلم، فقد أحرقوا

8