9

Fatawa al-Iraqi

فتاوى العراقي

Araştırmacı

حمزة أحمد فرحان

Yayıncı

دار الفتح

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

1430 AH

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

مقدمة

الحمد لله الذي جعل العلماء ورثة الأنبياء، وخص ببشارة الخير السادة الفقهاء، وتكفل بأن يحمل هذا العلم العدول الأصفياء، والصلاة والسلام على خير المرسلين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الغرّ الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد، فإن الله سبحانه وتعالى قد حفظ لأمتنا كرامةً لنبيها كتابها المبين، مِن تلاعب أيدي المحرفين المبطلين، وجعله الكتاب الخاتم لخاتم النبيين، فأودع فيه عوامل السعةَ والمرونة ليتسع بنصوصه المتناهية الألفاظ أفعال المكلفين ووقائعهم إلى يوم الدين، وقيّضَ لهذه الأمة أعلاماً علماء، نهجوا نهج نبيهم وسلف أمتهم في الحكم والقضاء والإفتاء، موقعين بأقلامهم عن رب الأرض والسماء، وفق نصوص الشريعة الغراء.

وقد مَنّ الله على هذه الأمة بالمجتهدين الأعلام من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وكتب البقاء والقبول لمذاهب الأئمة الأربعة المتبوعين، فسارت على مناهجهم العلماء، حفظا وتحقيقا واجتهادا وتخريجا إلى أيامنا هذه، عملا بقوله تعالى: ﴿فَسْئَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: ٤٣]، ومن أولئك الأئمة الإمام المطّلبي محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه، فسار على منهجه جمع من علماء المسلمين، مِن محدثي الفقهاء وفقهاء المحدثين، وكان منهم الإمام ولي الدين أبو زُرعة أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين العراقي رحمه الله تعالى، مرجع أهل زمانه في الفقه والحديث، وكان من مصنفاته ((فتاواه)

7