الأحد : بفتح الهمزة والحاء المهملة في الأصل وحد قلبت الواو همزة على | خلاف القياس لأن قلب الواو المضمومة أو المكسورة في أول الكلمة بالألف قياس | شائع وذائع بالتبع مثل أجوه وأشاح كانا في الأصل وجوه ووشاح بالضم في الأول | والكسر في الثاني وقلب الواو المفتوحة في أول الكلمة لم يجئ في كلامهم إلا أحد | | وأناة وفي الصحاح أن لفظ أحد لا تستعمل في الإيجاب فلا يقال في الدار أحد بل لا | أحد في الدار لكن يشكل بقوله تعالى : ^ ( قل هو الله أحد ) ^ وأجيب بأن المحقق الرضي | الاسترأبادي صرح بمجيء استعماله في الإيجاب على القلة كذا في حاشية شيخ الإسلام | على التلويح والفرق بين الأحد والواحد أن الأول لا يطلق إلا على غير المتعدد | والواحد يطلق عليه وعلى المتعدد إذا كان فيه جهة الوحدة بأنه واحد من الجماعات أو | واحد من المثنيات أو واحد من الأفراد فإن قيل إن لفظ الله تعالى علم للجزئي الحقيقي | وهو لا يكون إلا واحدا أحدا فلا فائدة بعده في ذكر الأحد في قوله تعالى ^ ( قل هو | الله أحد ) ^ ولا حاجة في توصيفه بالواحد في المسألة الكلامية وهي أن المحدث للعالم | هو الله الواحد بل لا يجوز جعلها من المسائل الكلامية لأن مسألة العلم لا بد وأن | تكون نظرية وثبوت الوحدة للجزئي الحقيقي ضروري . قلنا لا نسلم إن المراد بالله | الجزئي إذ المراد به واجب الوجود مطلقا فحينئذ يكون الحكم بالواحد أو وصفه به | بمنزلة الحكم به على الواجب أو وصفه به وفيه إشارة إلى أن التوحيد هو عدم اعتقاد | الشركة في وجوب الوجود على ما قاله المحقق التفتازاني في شرح المقاصد من أن | التوحيد عدم اعتقاد الشركة في الألوهية وخواصها وأراد بالألوهية وجوب الوجود | وبخواصها الأمور المتفرعة عليه من كونه خالقا للأجسام مدبرا للعالم مستحقا للعبادة | وإن سلمنا أن المراد بالله الجزئي الحقيقي فنقول المراد بالأحد الواحد وحدته تعالى في | صفته أعني وجوب الوجود لا في ذاته . والضروري إنما هو ثبوت الوحدة للجزئي | الحقيقي في ذاته الشخصية دون صفته ولما كان الكفار اعتقدوا اشتراك معبوداتهم له | تعالى في صفة الوجوب وما يتفرع عليه من استحقاق العبادة وخلق العالم وتدبيره قال | الله تعالى : ^ ( قل هو الله أحد ) ^ ردا عليهم وجعل المتكلمون تلك مسألة كلامية ولا | يخفى ما في هذا الجواب من عدم جريانه في قوله تعالى ^ ( قل هو الله أحد ) ^ ، لأن | الأحدية لا تستعمل إلا في الوحدة في الذات لا في الوحدة في الصفة فافهم . وقال | الفاضل الجلبي رحمه الله في حاشيته على المطول إن هو في ^ ( قل هو الله أحد ) ^ يحتمل | أن يكون مبتدأ والله خبره وأحد خبرا ثانيا أو بدلا من الله بناء على حسن إبدال النكرة | الغير الموصوفة من المعرفة إذا استفيد منها ما لم يستفد من المبدل منه كما ذكره الرضي | رحمه الله ويحتمل أن يكون ضمير الشأن والجملة خبره وتعيين الأحدية بحسب الوصف | بمعنى أنه أحد في وصفه مثل الوجوب واستحقاق العبادة ونظائرهما أو بحسب الذات | أي لا تركيب فيه أصلا وعلى الوجهين يظهر فائدة حمل الأحد عليه تعالى فلا يكون | مثل زيد أحد انتهى . |
الأحدية : في الواحدية ( ف ( 12 ) ) . |
Sayfa 37