أجمعين : من ألفاظ التأكيد المعنوي يفيد شمول الحكم لجميع أفراد المؤكد إن | كان ذا أفراد أو لجميع أجزائه إن كان ذا أجزاء مثل يحشر الناس أجمعون وجاءني | القوم أجمعون . وقال جلال العلماء الدواني رحمه الله في الأنموذج الذي جعله تحفة | لسلطان محمود بيكره ( سلطان الكجرات ) المسألة السادسة من التفسير قوله تعالى | ^ ( ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ) ^ . يقتضي بظاهره | دخول جميع الفريقين في جهنم والمعلوم من الأخبار والآثار وسائر الآيات خلافه . | وأجاب بعض المفسرين عنه بأن ذلك مثل ملأت الكيس من الدراهم أجمعين وهو لا | يقتضي دخول جميع الدراهم في الكيس ولا يخفى ما فيه فإنه إذا نظر إلى أن يقال | ملأت الكيس من جميع الدراهم وهو بظاهره يقتضي دخول جميع الدراهم فيه فالكلام | فيه كالكلام في المبحث والحق في الجواب أن يقال المراد بلفظ أجمعين تعميم | الأصناف وذلك لا يقتضي دخول جميع الأفراد كما إذا قلت ملأت الجراب من جميع | أصناف الطعام ولا يقتضي ذلك إلا أن يكون فيه شيء من كل صنف من الأصناف لا | أن يكون فيه جميع أفراد الطعام وكقولك املأ المجلس من جميع أصناف الناس لا | يقتضي أن يكون في المجلس جميع أفراد الناس بل أن يكون فيه من كل صنف فرد | وذلك ظاهر وعلى هذا يظهر فائدة لفظ أجمعين إذ فيه رد على اليهود وغيرهم ممن يزعم | أنهم لا يدخلون النار انتهى أيها الخليل الجليل ألا يخطر بخيالك أن ما ذكره الجلال | رحمه الله بعيد بمراحل عن جلاله . أو لا يجلو علينا ما خطر بباله . ألا تعلم أن | الجواب الذي وسمه بالحق ينادي نداء يسمعه الثقلان أنه يدخل في النار فرد من كل | صنف من الجن والإنسان . فيلزم أن يدخل واحد من الأنبياء والأولياء والصبيان . | والأمر على خلافه بالدلائل القاطعة وساطع البرهان . اللهم احفظنا من خسران اللسان . | وإن أنكرت كون النبي والولي والصبي صنفا من الإنسان ، فلعلك في صنف آخر أما | سمعت أن النوع المقيد بالقيد العرضي صنف فعليك بيان صنفك والجواب الناطق | بالحق والصواب أن المراد بالجنة والناس العصاة بل الكفار منهما لا مطلقا باستعانة لام | العهد لبت شعري لم ترك رحمه الله هذا الجواب مع ظهوره وسلامته عن المنافاة | والوقوع في العذاب ولم يتنبه أنه فر عن بلاء فوقع في وباء ولما حررت هذا الجواب | نظرت إلى تفسير القاضي رحمه الله فإن فيه إعانة لهذا القاضي نعم الجنس إلى الجنس | يميل والفاضل العامل والعارف الكامل الشيخ المشهور بعبد الرحمن الماهمي قدس | | الله روحه ونور مرقده في التفسير المشهور بالرحماني وصف الجنة والناس بالمضلين | والضالين فهذا أيضا صريح في أن المراد بهما الكفار . |
الإجهاز : السرعة في القتل وتتميم جرح الجريح وهو كناية عن إتمام القتل . |
باب الألف مع الحاء المهملة ( ف ( 11 ) ) .
الاحتراق : عند أصحاب النجوم اجتماع كوكب سوى القمر من الكواكب | السيارة مع الشمس في برج واحد ودرجة واحدة وأما القمر إذا كان مع الشمس في برج | واحد ودرجة واحدة فيسمى اجتماعا لا احتراقا عندهم . |
الإحداث : إيجاد الشيء مع سبق مدة فهو أخص من التكوين الذي هو إيجاد | الشيء مع سبق مادة لأن المسبوق بالمدة لا بد وأن يكون مسبوقا بمادة يقوم إمكانه بها | بخلاف المسبوق بالمادة فإنه لا يجب أن يكون مسبوقا بمدة لا مكان كونه قديما بالزمان | كالأفلاك فالصادر عنه تعالى ، إما مسبوق بمادة ومدة كالحيوان المتولد ، وإما غير | مسبوق بهما كالعقل الأول فإنه لا مادة له لكونه ليس بجسم ولا جسماني ولا مدة أيضا | لقدمه . وإما مسبوق بمدة دون مادة فإن هذا القسم غير متحقق بناء على ما عرفت من أن | كل مسبوق بمدة مسبوق بمادة ليقوم إمكانه بها هذا على رأي الحكماء وأما على رأي | المتكلمين فكل شيء إما مسبوق بمادة ومدة كالجسمانيات ، وإما مسبوق بمدة دون مادة | كالروحانيات ومنشأ الخلاف أن الإمكان عند الحكماء صفة وجودية حقيقية فلا بد له | من محل وعند المتكلمين من الأمور الاعتبارية فلا احتياج له إلى المحل ولكل وجهة | هو موليها . والتكوين عند بعض المتكلمين صفة أزلية لله تعالى وهو المعنى الذي يعبر | عنه بالفعل والتخليق والإيجاد والأحداث والاختراع ونحو ذلك ويفسر بإخراج المعدوم | من العدم إلى الوجود والمحققون منهم على أنه من الإضافات والاعتبارات العقلية | وعلى أن الحاصل في الأزلي هو مبدأ التخليق والترزيق والإماتة والإحياء وغير ذلك | وليس ذلك المبدأ سوى القدرة والإرادة وتفصيل هذا المرام في كتب الكلام . |
Sayfa 36