ولا يوصف تعالى بالفرح على ما جاء به الخبر عن النعمان بن بشير أن النبي j قال: «لله أفرح بتوبة العبد من العبد إذا ضلت راحلته في أرض فلاة في يوم قيظ وعليها زاده ومزاده...» الخبر (¬1) ؛ لأن الفرح إنما يجوز على من يجوز عليه الغم، ومن تصل إليه المنافع والمضار، وهذا لا يجوز على الله تعالى. وإنما يوصف بذلك توسعا، وأرادوا به أنه مريد لتوبة عبده، وكاره لإصراره على ذنوبه.
والفرح في كلام العرب على وجوه، منها: بمعنى السرور، ومنه قوله تعالى: {وفرحوا بها جآءتها ريح عاصف} (¬2) ، أي: سروا بها، وهذا الوصف لا يجوز على الله تعالى؛ لأن ذلك خفة تعتري الإنسان إذا كبر قدر شيء عنده لمنفعة فيه، عاجل أو آجل، وكل هذا منفي عنه جل جلاله.
ومنه الفرح بمعنى البطر والأشر، ومنه {إن الله لا يحب الفرحين} (¬3) ، وقوله تعالى: {لفرح فخور} (¬4) ، ومنه قول الشاعر:
Sayfa 61