وكأنه بفم الربيع نشيده ... خضراء نقشها الصباح ونمنما
وروى فم التاريخ سحر جمالها ... فكرا مجنحة ووحيا محكما
وكأنه قلب يذوب تأوها ... للبائسين ويستفيض ترحما
فإذا رأى متألما شاهدته ... متوجعا مما به متألما
حتى تراه لكل عين ماسحا ... عبراتها ولكل جرح بلسما
وأحق أبناء البسيطة بالعلا ... من شارك العاني وآسى المعدما
وأذل أهل الأرض قلبا من رأى ... عبث الظلوم وذل عنه وأحجما
وإذا تسامى طأطأ رأسه ... متهيبا وكفاه أن يتظلما
أمحمد من أنت ؟ أنت عدالة ... وصبابة حرى باحشاء الحمى
وعواطف تندى وإنسانية ... عصما توشجت السمو الأعصما
ولدتك آفاق المعالي والعلا ... شعلا كما تلد السماء الأنجما
غناك شعري والربيع وصفوة ... أهدي إليك زهوره والعندما
حياك ميلاد الربيع بطيه ... وشدتك أشعاري نشيدا ملهما
فاسلم تقبلك القلوب وترتوي ... من فيض بهجتك الأماني والظما .
فجران
من ساحة الأصنام والأوثان ... من مسرح الطاغوت والطغيان
من غابة الوحشية الرعنا ومن ... دنيا القتال وموطن الأضغان
من عالم الشر المسلح حيث لا ... حكم لغير مهند وسنان
بزغت تباشير السعادة والهدى ... بيضا كطهر الحب في الوجدان
وأهل من أفق الغيوب على الدنى ... فجران فجر هدى وفجر حنان
يا فرحة العليا أهل محمد ... وعليه سيما المجد كالعنوان
وأطل من مهد البراءة . والسما ... والأرض في كفيه تعتنقان
***
ماذا ترى الصحرا ؟ أنوارا سائلا ... أم أنه حلم على الأجفان
فتحت نواظرها فضج سكونها ... مالي أرى ما لا ترى عينان
وتلفتت ربوات مكة في السنا ... حيرى تكابد صمتها وتعاني
وتكاد لولا الصمت تسأل جوها ... ماذا ترى ومتى التقى فجران ؟
وتيقظ الغافي يرى مالا ترى ... في الوهم روح الملهم الفنان
نزل البسيطة بالسلام محمد ... كالنصر عند مخافة الخذلان يا صرعة الطاغوت أشرق بالهدى ... رجل الهداية والرسول الباني
Sayfa 42