ولاق الردى ساخرا بالردى ... ومت في العلا موت مستشهد
فمن لم يمت في الجهاد النبيل ... يمت راغم الأنف في المرقد
وإن الفنا في سبيل العلا ... خلود . شباب البقا . سرمدي
وما الحر إلا المضحي الذي ... إذا آن يوم الفدى يفتدي
وحسب الفتى شرفا أنه ... يعادي على المجد أو يعتدي
أخي يا شباب الفدى طال ما ... خضعنا لكيد الشقا الأسود
ومرت علينا سياط العذاب ... مرور الذباب على الجلمد
فلن نخضع اليوم للغاصبين ... ولم نستكن للعنا الأنكد
سنمشي سنمشي برغم القيود ... ورغم وعود الخداع الردي
فقد آن للجور أن يبتهي ... وقد آن للعدل أن يبتدي
وعدنا الجنوب بيوم الجلاء ... ويوم الفدى غاية الموعد
سنمشي على جثث الغاصبين ... إلى غدنا الخالد الأمجد
وننصب كالموت من مشهد ... وننقض كالأسد من مشهد
ونرمي بقافلة الغاصبين ... إلى العالم الآخر الأبعد
فتمسي غبارا كأن لم تعش ... بأرض الجنوب ولم توجد
أخي يا شباب الفدى في الجنوب ... أفق وانطلق كالشعاع الندي
الربيع والشعر
وافاك مجتمع البلاد فرنما ... وصبا إليك مسبحا ومتيما
وتدافعت ( صنعا ) إليك كأنها ... حسناء مغرمة تغازل مغرما
وهفت إليك كأنها مسحورة ... ملتاعة الأعصاب ملهبة الدما
ورأت ولي العهد فازدانت به ... فكأنها قبس يسيل تضرما
وترقصت ربواتها الفرحى كما ... رقصت على الأفلاك أقمار السما
لقيت ولي العهد دنياها كما ... لقي العطاش الجدول المترنما
وصبت نواحيها وجن جنونها ... فرحا وكاد الصمت أن يتكلما
وتجاذبتك هضابها وسهولها ... شغفا كما جذب الفقير الدرهما
نظرت بنور البدر فجر حياتها ... ورأت به الأمل الحبيب مجسما
بدر مطالعه القلوب ونوره ... يوحي إلى الأوطان أن تتقدما
فكأنه فجر يفيض أشعة ... جذلا وفردوس يفيض تبسما
وكأنه وهج إلاهي السنا ... ومنابر تمحو دياجير العمى !
Sayfa 41