وعلى صدري توابيت الشقا ... كالعفاريت الحيارى ترتمي
كلما ساءلت نفسي من أنا ... صمتت عني صموت الصنم
لا تسل عني فآلام الورى ... بضلوعي كاللهيب النهم
وغنا شعري بكا عاطفتي ... وتباكي جرحى المبتسم
تائه
كان عملاقا شاخ في فجر ميلاده ، وكاد أن يحتضر في ربيع العمر ، فتراه على بقية الأنفاس ، يتراءى كالظل الحزين على صفحة الماء الراكد ، نصف عمره حلم آت ، ونصف ذكريات ، يدور في محوره كطيف الأمس في أهداب الذكريات ، فهو متاهة الظنون حلم تقلبه أجفان الظلم تائه خلف ما لا يكون
تائه كالرجا ... في زوايا السجون
كخيال اللقا ... حول وهم الجفون
كرياح الضحا ... في صخور الحزون
كانين الشتا ... فوق صمت الغصون
كطيوف المسا ... في متاه العيون
وحدة يرتمي ... خلف طيف الفتون
بين خفق الرؤى ... وضجيج السكون
آه يا قلبه ... حرقتك الشجون
جف خمر الهوى ... في كئوس اللحون
ظاميء يرتوي ... بسراب الظنون
ماله هان أو ... ماله لا يهون
كفنت صوته ... وصداه السنون
واختفى ظله ... في غبار القرون
كوعود المنى ... في الزمان الخؤون
يا شباب الفدى في الجنوب
أفق وانطلق كالشعاع الندي ... وفجر من الليل فجر الغد
وثب يابن أمي وثوب القضا ... على كل طاغ ومستعبد
وحطم ألوهية الظالم ... ين وسيطرة الغاصب المفسد
وقل للمضلين باسم الهدى ... تواروا فقد آن أن نهتدي
وهيهات يبقى الشباب ... جريح الإبا أو حبيس اليد
سيحيا الشباب ويحيى الحمى ... ويفني عداة الغد الأسعد
ويبني بكفيه عهدا جديدا ... سنيا ومستقبلا عسجدي
وعصرا من النور عدل اللوا ... طهور المنى أنف المقصد
***
فسر يابن أمي إلى غاية ... سماوية العهد والمعهد
إلى غدك المشتهى حيث لا ... تروح الطغاة ولا تغتدي
فشق الدجا يا أخي واندفع ... إلى ملتقى النور والسؤدد وغامر ولا تحذرن الممات ... فغري بك الحذر المعتدي
Sayfa 40