وأعظمها : استدلالهم على خلقه بالأدلة الدالة على خلقهم هم ، فإن أبوا من خلق القرآن أبينا لهم من خلقهم ، وقد وصفه الله - عز وجل - في كتابه ( وجعله قرآنا عربيا ) مجعولا منزلا مسموعا بالآذان ، مقروءا بالألسن ، وكتوبا في المصاحف وفي قلوب الذين أوتوا العلم ، وليس لهم معول بعد العثور إلا الاعتذار بالغرور ، وذلك أنهم نصبوا للكلام وللأمر والنهي هيولا خيولا غير القرآن ، وهي العبارة عن القرآن ، فما حاججناهم به من صفات الخلق الموجود في القرآن قالوا : صدقتم غير أن ذلك يتوجه إلى العبارة عن القرآن لا نفس القرآن .
قلنا لهم : إن الله تعالى يقول : ( إنا جعلناه قرآنا عربيا ) .
قالوا : العبارة عنه .
قلنا لهم : ( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون ) .
قالوا : العبارة عنه .
قلنا لهم : قال الله - عز وجل - : ( إنا إنزلناه في ليلة مباركة ) ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) نزل به الروح الأمين ) ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) .
قالوا : العبارة عنه .
قلنا لهم بعد قوله - عز وجل : ( أنزله بعلمه والملائكة يشهدون ) .
قلتم : العبارة عنه لا هو . فمن يشهد لكم بهذا ، بعد أن رددتم شهادة الله _ عز وجل - وشهادة الملائكتة .
فيا سبحان الله من قوم أنكروا نزول القرآن مثل أهل الأوثان ، ولو عرضوا بمثل ما هم فيه بمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) وبجبريل الروح الأمين أنه لم ينزل به جبريل على قلب محمد عليه السلام ، وإنما نزل بالعبارة لا القرآن ، وخيال جبريل هو الذي نزل على خيال محمد عليهما السلام ، ولم ينزل علينا نحن أيضا القرآن وإنما نزل علة خيالنا ، وقوله : ( وكذب به قومك وهو الحق ) وإن القوم ما كذبوا بالقرآن وإنما كذب خيالهم لا لعبارة وهو الحق ، فليس القرآن في نفسه بحق وإنما العبارة عنه هي الحق وهي التي كذب خيال القوم وظلالهم .
Sayfa 65