320

============================================================

فقال: إن معي من الذي كان مفروشا في قصورها من اللؤلؤ وبنادق المسك والزعفران.

فقال له معاوية: احضره حتى آراه. فأراه لؤلؤا أصفر من أعظم ما يكون من اللؤلؤ واراه تلك البنادق فشمه فلم يجد له رائحة فأمر آن يدق فدقت بندقة فسطع ريحها وفاح ريح المسك والزعفران: فصقه عند ذلك معاوية فقال له: صف لي بحقيقة [165] علم هذا، وما اسم هذه المدينة ومن بناها ولمن كانت؟ فوالله ما أعطى احد متل ما اعطى سليمان بن داود، عليهما السلام، ولم يعط مثل هذه المدينةا1.

فقال بعض جلسائه: انك لا تبد خبر هذه المدينة عند أحد إلا عند كعب الأحبار، فانه يخبرك بهذه المدينة وخبر ما كان فيها وأمر من يدخلها ان كان قد دخلها! لان مثل هذا الأمر ومثل هذه المدينة لا يستطيع هذا الرجل إلا أن يكون قد سبق في الكتاب دخولها، فابعث إلى كعب فانه لم يخلق الله على وجه الأرض شيئا إلا وهو في التوراة مفس، وان كعب لأعلم الناس بما مضى.

فبعث اليه فدعاه، فلما أتاه قال له معاوية: يا آبا إسماق إنى دعوتك لأمر رجوت آن يكون علمه عندك.

قال كعب: يا أمير المؤمنين ((11) على الخبير سقط ت، فسلني عما بدالك.

(44) يفهم من هذه الرواية وبقية الروايات أن هذه الحادثة كانت في خلافة معاوية، بينما شير مصادر ترجمة كعب الأحبار والتي نكرناها سابقا- إلى انه قد توفى في أواخر خلافه عتمان بن عفان، رضي الله عنه.

Sayfa 320