321

============================================================

قال: يا أبا اسحاق هل بلغك أن في الدنيا مدينة مينية بذهب وفضة وعمادها زيرجد وياقوت، وحصباء قصورها وغرفها لؤلؤ فيها أزقة واتهارها في أزقتها تحت الأشجار؟!

قال: والذي نفس كعب بيده ما ظنتت أن أحدا يسألني عن هذه المدينة وما فيها ولمن هذه وآتا متبرك بها وما فيها ومن بناها. فأما صاحبها الذي يناها فشداد بن عاد، ولما المدينة فهي ارم ذات العماد التي لوصفها](117) الله في كتابه المنزل على محمد، صلى الله عليه وآله: (ارم ذات للعملد للتي لم يخلق مثلها في البلاد).

فقال معاوية: يا أبا إسحاق، حدثا بحديثها- رحمك الله.

قال: نعم أخبرك أن عاد الأول ليس عاد قوم هود، عليه السلام، ولكن عاد الأول إنما قوم هود، عليه السلام، ولد لذلك، وكان لعاد ابتان احدهما اسمه: ([شداد)) والآخر (اشديد)) قهلك عاد وبقي ابتاه، فملكا وتجبرا وقهرا العباد واخذ الدنيا عنوة وقسرا حتى دان لهما جميع الناس، فلم يبق احد في زمانهما إلا دخل في طاعتهما في مشارق الأرض ومغاربها؛ فلما صفى لهما ذلك واستقرا في الملك مات شديد (6آب] وبقى شداد؛ ولم يبق ملك ينازعه، ودانت له الدنيا كلها، وكان مولعا بقراعة الكتب. فكلما مر بذكر الجنة وما هو فيها من البنيان بالياقوت واللؤلؤ دعته نفسه أن يفعل يناء على تلك الصفة في الدنيا عتوا على الله تبارك وتعالى - فلما وقع ذلك في قلبه عزم أن يبني المدينة، وهي إرم ذات العماد أمر على صنعتها مائة (2)4) علمة مطموسة وما أثيتتاه من الحميري: الروض ص 23.

Sayfa 321