وقد أكون أضعف إنسان جابه امرأة على هذا الوضع.
وقد يكون ما فعلته خطأ وكان الواجب أن أدع العلاقة تنمو حتى يصبح باستطاعتي أن ألمسها ثم أقبلها، فإذا رضيت بقبلتي صارحتها بعواطفي.
ولكن ذلك ما حدث، وكيف كان يمكنني أن أعرف الصواب من الخطأ من غير أن أخوض التجربة؟
لقد حددت ذلك المساء في بولاق خطوط أعنف مأساة عصرت حياتي عصرا.
كانت واقفة في ركن الحجرة تعبث بشيء ما حين سألتها: هيه، لم تقولي لي رأيك؟
فقالت وفي عينيها حيرة من لا يعرف كيف يصوغ إجابته: في ماذا؟ - فيما قلته في الخطاب؟
وحين نسأل سؤالا كهذا نحن لا ننتظر الإجابة. إننا نركز انتباهنا على المسئول لنخمن إجابته قبل أن ينطقها، أو حتى لو نطق غيرها، ولم أستطع التخمين، كل ما استطعت أن أدركه أنها غير مهزوزة أو منفعلة بما حدث. لم يكن مسلكها هو نفس المسلك الذي يتوقع الإنسان حدوثه في حالة كتلك. كانت آخذة الأمر ببساطة تخيب الأمل، وبنفس تلك البساطة قالت: ولكنك تعلم أني متزوجة.
قلت لها في هدوء: أعلم هذا.
فقالت وهي تفتح عينيها في دهشة، وكنت لا تستطيع معرفة دهشتها إلا إذا راقبت عينيها: طيب، وكيف يكون الوضع؟
وكان هذا أكثر من أن أستطيع احتماله. لقد بدأت بقراءة الخطاب موضوعا ضخما، عواطف جامحة متأججة لا ترحم قدمتها، فكيف ينحرف بنا الحديث هذا الانحراف الغريب، ويأتي ردها يثير مشاكل عملية ليس هذا وقت طرقها أو التفكير في التغلب عليها؟ أنا لم أكن أطلب منها أن أتزوجها لترد بقولها إنها متزوجة، أنا كنت أعبر لها عن انفعالات بالرغم من عنفها وقوتها إلا أنها رقيقة جدا لا تحتمل تداولا أو تقليبا، أشياء لا تخرج عن الصدر الحي إلا ليتلقفها صدر حي آخر، أشياء تموت لو خرجت من أحدهما وبقيت معلقة في طريقها إلى الآخر.
Bilinmeyen sayfa