============================================================
بهة الطاتفة حتى بدلوا المذام (5اب) بالمحامد، والغفلة باليقظة، والكثيف باللطيف.
فصاروا بالصور آدميين، وبالأفعال روحانيين، وبالتجريد والتفريد والاستغناء ربانيين (1). فقال الله تعالى في حقهم: وفضلناهم على كثير مئن خلقنا تفضيلا (القرآن الكريم 70/17) . فكانوا أعلى من الملائكة، لأن الملائكة خلقوا على ما جبلوا عليه، فلم يزدادوا، إذ لم يكن لهن سير ولا اجتهاد، ل اولم ينتقضوا، إذ لم يكن لهن آفات ولا مذمومات، وإنما جيلوا على 6 الطاعات والعبادات، ولم يبلؤا بالشهوات، ولم يمتحنوا بالافات، ولهذا قال الله تعالى في شأن عبادتهن وعبادة ما سوى الادمي: وله من في اليموات والأزضي كل له قانتون} (القرآن الكريم 26/30)، يسبحون اللئل والنهار لا يفترون} (القرآن الكريم 20/21) .
وقد سعى رسول الله،، القلب مفردا، لانفراده عن صفات قلوب(2) قطعهم وعوقهم(3) عن هذه المرتبة كثافة غلظ الأجسام، فصاروا(2) 12 في ظلمات الوجود الترابي معوقين(5) .
ولأجل حقيقة الانفراد، خلق القلب، لأجل الرب، مما سواه. فكم من منفرد بظاهره، وهو بين غوغاء رحمة خواطره ووشواسه وإرادات نفسه؟ 15 ولا يصير القلب منفردا إلا إذا قطع الذكر علائقه. ولا يصير الذكر قاطعا للعلائق، ما لم يكن قلبيا. ولا يصير الذكر قلبيا، إلا بعد دخول نطق اللسان تحت تصرف الذكر. فإذا صار اللسان بحكمه، انتقل بحكمه منه إلى القلب. 18 فإذا انتقل إلى القلب، صار ذكر اللسان من ذكر القلب. فإن لم يذكر القلب، (1) قارن بصوم القلب ص 9/9- 13؛ 15- 18.
(2) قلوب، في الأصل: قلوبهم، ثم شطب "بهم" وكتب فوقها لاب".
(3) قطعهم وعوقهم، كذا ، والأصح: قطعتها وعوقتها.
4) فصاروا، كذا، والأصح: فصارت.
(5) معوقين، كذا، والأصح معوقة.
د ب::
Sayfa 41