============================================================
عمار البدليسي فكذا(1) القلب، إذا طهره الذكر وأخرجه من سجن عبادات صفات النفس إلى صفاته الروحانية، من صفات عالم الأمر، التي طبع عليها: من الطهارة 3 واللطافة والرقة والصفاء. فإذا استغرق بوجود صفاته في الذكر، صار القلب والملائكة في هذه القاعدة سواء. فانظر إلى صفة عبد وقلبه بمثابة الملائكة، كما كان في الأزل، قبل مجاورة الأجسام، ما شأنه عند الله، وما شأن علو 6 حاله في الأحوال. وهيهات، ما لم يعذ قلب العبد بصفته في الأزل، أن يصل إلى شيء من الأحوال.
قال له قائل: ما علامة عبد اتصف قلبه بصفة الملائكة؟
قال: إذا كان قلب العبد مالكا لتصرف مملكة ظاهره وباطنه، فصورته صورة الأدميين وفعله وحركاته وسكناته من فعل الملائكة المقربين.
قال له: قائل : كيف يكون مالكا لمصالح (2) باطنه وظاهره؟
2 قال: أن يكون عقله آمرا على شهوته، وعلمه آمرا على جهله، وشرغه امرا على طبعه، وقلبه آمرا على نفسه، وهداية الله وعناية الله آمرا على قلبه وكليه، فحينئذ يشارك الملائكة في أفعالهم التي جبلوا عليها، وفي قربتهم (2) 15 ومنزلتهم من الله، التي أقيموا عليها. فإذا حصل للعبد هذا، فهو ادمي الصورة، ملكي الصفة، رباني الاستغناء (4) .
وبهذا صار الإنسان أعلى شأنا من الملائكة. فإن الله خلق الآدميين 18 وركب فيهم الشهوات والمذمومات، ثم قال لهم: كونوا ربانيين} (القرآن الكريم 79/3)(5). واجتهدوا وكابدوا وقتلوا الأنفس بسيوف المجاهدات، (1) فكذا، في الأصل: فكيدا.
(2) لمصالح، في الأصل: بمصالح.
(3) كذا، انظر ماير، فوائح، المقدمة الألمانية 284.
4) قارن بصوم القلب ص 11/9.
(5) قارن بصوم القلب ص11/9.
ه هى
Sayfa 40