داا / بالله العارفة
Sayfa 1
============================================================
ااا المتم تر ابخ ل
Sayfa 2
============================================================
(21) بهجة الطائفة لأبي ياسر عمار بن ياسر البدليسي(1) .
اجازة 3: قرأ علي كتاب بهجة(2) الطائفة بالله العارفة، الولد الأعز الأكرم، شمس الدين، جمال الإسلام، مجد الفقهاء، زين الطائفة والطالبين، أبو ابراهيم إسحاق بن محمد بن أبي لكويه البروجزدي نفعه الله بالعلم(3) 6 والعمل، وسماعي من مصنفه الشيخ المقتدى د به ح، شيخ الشيوخ الكبير، الصوفي ابن الوقت، ضياء الدين، مرشد السالكين(4)، أبي ياسر عمار بن محمد بن عمار بن مطر بن سحاب الشيباني البدليسي، نور الله9 مضجعه، في تاريخ سنة تسعين وخمسمائة، وأجزت(5) له رواية ذلك بشرط صحته، وسمع معه ولدي ظهير الدين أبو الفتح محمد، في خانقاه النهاية، في مدينة خلاط، حماء الله تعالى، وقت العصر، يوم الخميس من سلخ صفر، سنة آربع وستمائة، وأحمد الله وحده. وهذا خطي كتبه أبو التجيب محمود بن محمد بن أبي علي(1) الوجيهي اللري اليافثي (1) و- صلى الله على سيدنا محمد واله أجمعين (1) لأبي.. البدليسي، ورد في الأصل: للمحقق محى الدين بن العريي الحاتمي الطائي الأندلسي نفعنا الله بيركته، وهو خطأ.
(2) بهجة، في الأصل: البهجة.
(3) بالعلم، في الأصل: با العلم.
(4) ضياء... السالكين: أضيفت في الهامش.
(5) وأجزت، في الأصل: واجزة.
(6) علي: مطموسة في الأصل، والتكملة من إجازة صوم القلب ص 16/58 - 1/59.
(7) اليافثي: في الأصل بدون تنقيط، والتنقيط غير اكيد وأضيف عشوائيا.
Sayfa 3
============================================================
عمار البدليسي (اب) بسم الله الرحمن الرحيم رب سهل ولا تعسر الحمد لله الفرد القديم، الواحد الصمد، وصلى الله على محمد النبي الكريم، المخصوص بالخلق (1) العظيم، وعلى آله وأصحابه الداعين إلى المنهج القويم، والصراط المستقيم، وسلم تسليما.
أما بعد، فهذه بهجة الطائفة بالله العارفة، وبذلك وسمتها، وبها سيتها.
قال الشيخ المعلم والصوفي الراجي لعفو الله: وذلك لما أن عزمت 9 على تحرير هذا الكتاب، بإشارة بعض الأصحاب، فلما شرعت في تأليفه، مستعينا بفضل الله وتعريفه، رأيت في الواقعة بعض الصالحين، وقد دفع إلي كتابا عريضا، لا على قاعدة هذه الكتب في التجليد، فلما أن فتحتها(2) 12 لأعلم ما نعتها، وإذ هي موسومة: بهجة الطائفة، فزدت من عندي لابالله العارفة". فلقبت الكتاب بها تبركا وتيمنا بوقوع الواقعة.
فصل 1: في الواقعة والفتوح والمريد والوقت 5 فإن قيل: ما الواقعة؟
قيل: هي حادث الغيب، بلا ريب، حفظها رقيب الكشف والذوق عن تصرف النقل والعقل، فهي مراة الاستبصار بين الأعمال والأحوال، بها 18 يحصل الفرق بين صفاء الأعمال وصفاء الأحوال؛ قال الله تعالى: تبصرة وذكرى لكل عبد منيب} (القرآن الكريم 8/50).
(1) بالخلق، في الأصل: با الخلق.
(2) فتحتها، كذا في الأصل.
هح
Sayfa 4
============================================================
بهجة الطائفة وسثل الجنيد(1) رحمه الله: هل القرآن(2) مما يستدل به على فتوح (3) المريد؟(4) فقال: نعم؛ ثم تلا قوله عز وجل: وكلأ نقص عليك من أنباء الرسل 3 ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق ومؤعظة وذكرى للمؤمنين} (القرآن الكريم 120/11).
فالواقعة من ذكر القلوب، بالتبضر بأحوال الغيوب، لمؤمن امن بما* غاب عن الأبصار، بأنوار الاستبصار، مما يحصل للقلب من الرب، إما من طريق العرفان، أو طريق الإيمان.
قيل: فما الفتوح؟
قال: هدية الرب إلى القلب؛ وتختلف (12) باختلاف القلب.
قيل: فمن المريد؟
قال: هو الحافظ لوقته، المصغي لخواطره، المقيد بذكره مع ريه:12 قيل: فما الوقت؟
قال: ما جمعك إليه، وألزمك لأداء حقه، واستعملك به، ولم يشغلك بغيره؛ وهو الوقت بين الوقتين، يعني الماضي والمستقبل، لا مع الماضي 15 ولا مع المستقبل؛ وهو عند أهله: عند السوانح، من مزيد اللوائح، من تأثير شواهد شاهد الرب إلى القلب.
(1) الجنيد: هو أبو القاسم الجنيد بن محمد الخزاز القواريري المتوفى سنة 297 ه/ 910 م، انظر طبقات الصوفية للشلمي، تحقيق شريية ص 155 وما يليها والمصادر المذكورة هناك: (2) القرآن، في الأصل: الفرال.
(3) فتوح: هنا بمعنى الواقعة.
4) قارن بصوم القلب 10/16- 12.
هت س
Sayfa 5
============================================================
عمار البدليسي فصل =2: في عيد القلب والتعيدات وثمراتها وباب القلب والإنابة وباب الرب والهراقبة والاستقامة والرجل المستقيم وأنواع الاستقامة ح قيل(1): فما عيد القلب؟
قال: وجدان مزيد القرب من الرب، كما قال الله تعالى: وتخن 6 أقرب إليه من حبل الوريد} (القرآن الكريم 16/50) .
قال: كل يوم لم يغص الله فيه فهو عيد، وعلى المرء سعد جديد.
وعيد القلوب مزيد مواعيد التقرب إلى الشهود، ومحق آثر خطر 9 مغبة(2) بقية الوجود . لأن فتوح السابقين، من خزانة رب العالمين، يلمع من وراء أستار اجتهاد المجتهدين، وتنتشر وتشرق أشعة أنوار القرب والدنو والتمكين، من وراء مراة صدق الصادقين، تحقيقا لسر قوله عز وجل: 2 والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المخسين (القرآن الكريم 29/29).
ولما أن جعل الله في التعبدات واجبات، لذلك جعل فيها 15 أسرار - ا وثمرات. فجعل الواجبات أفعالا، والثمرات أحوالا.
والأفعال تكليف الخاص والعام، والأحوال تشريف أهل الإلهام والإنعام.
فأهل التكاليف والأفعال في فضل الثواب، وخوف العذاب. وأهل التشريف 18 والأحوال في فضل الاقتراب، وخوف الحجاب، بعد فتح الباب، ورفع الحجاب، وسماع الخطاب، وقطع الوسائط والأسباب، وحصول المنى (1) قيل... الوريد: في الأصل وردت هذه الجملة في آخر القصل السابق، إلا أنها هنا أفضل.
(2) مغبة، في الأصل: معه.
Sayfa 6
============================================================
بهجة الطائفة والماب. فلهم في العبادات البدنية مشاهدات قلبية، ولذات علوية ذوقية.
ولقلوبهم مع الله أحوال غيبية، وكلمات إلهامية. ولهذا قال سيد المرسلين، في (2ب) حق ثمرات أعمال المحققين: "الجمعة حج المساكين". فلأن 3 نلمس من غراتب هذا الخبر، على شرط غؤص الطالبين المحققين، في طلب استخراج أسرار كلمات رسول رب العالمين، بطريق وقوف الذهن على باب القلب، ووقوف القلب على باب الرب.
قيل: فما باب القلب؟
قال: عزل تصرف الحواس، عند حصول الالتماس، لنيل وارد الاستثناس، في مقام الإنابة، بالتكلف والتلطف، إلى أن يصير الحس قلبيا.
وقال أيضا: باب القلب وجدان لذة الذكر: قيل: فما الإنابة؟
قال: صحة الإصابة، وسرعة الإجابة، لثمرة التوبة، بصحة الرجعة، 12 الى إجابة من دعاه بالهيبة والمهابة، والذلة والكابة. قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اشتجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يخييكم} (القرآن الكريم .(24/ والناس في الإنابة والاستجابة ثلاثة، كما ذكرهم الله: ( فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات} (القرآن الكريم 32/35).
فالظالم من ينطل الإرادة بالمشعرة. إذ ليس لأهل الإرادة مشعرة، كما قال الله تعالى: فإذا عزمت فتوكل} (القرآن الكريم 59/3)(1). والمقتصبد من يجعل الإرادة بحد القوة. والسابق من أجاب من غير تدبر ولا تفكر لداعي الله ورسوله، فسبق أهل التدبير في كل أمر ونهي وترك، وفغل. فليس 21 لداعي الله ورسوله إلا الانقياد، وصحة الاعتماد.
(1) فإذا، في الأصل: وإذا.
هى هى
Sayfa 7
============================================================
عمار البدليسي ولمن كان واقفا على باب قلبه، قد يعلم دعوة داعي الله في قلبه، ولأجله لم يتقدم ولم يتأخر، ولم يتردد ولم يتشكك. ولهذا قال عز وجل: 3 إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب (القرآن الكريم 50/ 37) الآية.
وإنما معنى قوله: { وشاوزهم في الأمر) (القرآن الكريم 159/3) إذا كان رايا، لا وحيا.
والداعي إلى الله هو الله تعالى بواسطة كتابه، وعلى لسان نبيه، عليه السلام، بقوله: اشتجيبوا لله وللرسول) (القرآن الكريم 24/8)، توبوا إلى الله} (القرآن الكريم 31/24 و8/26) .
فمن استجاب لله، وتاب إلى الله، بواسطة الكتاب والرسول، أخذ المعرفة بواسطة المعاملة، (13) فأحياه الله بحياة أول المعرفة، وهي المعرفة العقلية. ومن استجاب للكتاب(1) والرسول، بواسطة الله تعالى، أخذ 12 المعاملة بواسطة المعرفة، فأحياه الله(2) بحياة أعلى المعرفة، وهي المعرفة القلبية، فصار من العارفين. لأنه أوقف القلب على باب الرب، فعرفه، ثم ده 15 قيل: فما باب الرب؟
قال: باب الرب لزوم الاستقامة (2) في مقام المراقبة، كما قال الله تعالى إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) (القرآن الكريم 30/41؛ .(13146 18 قيل: ما كيفية المراقبة ثم الاستقامة؟
(1) للكتاب، في الأصل: الكتاب.
(2) الله، في الأصل: للله.
3) الاستقامة: قارن ما يلي بما ورد عن الاستقامة في صوم القلب، فصل ص 7/24 وما يليها.
هخت خير
Sayfa 8
============================================================
بهجمة الطائفة قال: المراقبة ضبط النظر عن النظر على العبر، وحفظ الفكر عن الفكر، على ما سنح في القلب وخطر.
والاستقامة تطهير الباطن من الخطرات النفسانية، حتى لا يسنح في 3 باطنه إلا الخواطر الريانية.
قيل: فما شرط الرجل المستقيم؟
قال: شرطه معرفة الفرق بين ما يتجدد في الباطن من خاطر النفس، 6 وخاطر القلب، وخاطر الرب، وإلقاء الملك؛ فإن الله عز وجل يقول: إن الذين قالوا رينا الله ثم اشتقاموا تتنزل عليهم الملائكة (القرآن الكريم 30/41). فمن لم يعرف الفرق بين الملك والشيطان (فمن) لم يفرق 9 بين معرفة الشيء وضده، ومن لم يفرق بين الشيء وضده فليس بمستقيم.
وأيضا من علامة المستقيم أن يطيعه وينقاد لإشارته كل شيء، حتى السهل والجبل والبر والبحر. قال بعض الكبار (1): من أطاع الله أطاعه البر والبحر. 12 حكي (2) عن إبراهيم بن أدهم (3) أنه سثل عن وصف الرجل المستقيم، وكان قاعدا في الحرم، فقال: أن ينقاد لإشارته هذا الجبل، وأشار إلى أبي: قبيس(4)، فتحرك الجبل، فقال: اسكن، ما لك أعني (5).
وللأحوال بداية، وللبداية علوم، وللعلوم شرط وغاية ونهاية. وقد (1) الكيار: مشوشة في الأصل.
(2) حكي، في الأصل: حلي: (3) ابراهيم بن آدهم: هو آبو إسحاق إبراهيم بن آدهم بن متصور المتوفى سنة 16 ه/778م، انظر طبقات الصوفية، تحقيق شريبة، 17 وما بعدها والمصادر المذكورة هناك .
4) ابو قبيس: هو جبل شرقي مكة.
5) قارن بما ورد في صوم القلب، الفصل9، ص 10/27- 13.
Sayfa 9
============================================================
عمار البدليسي قال، عليه السلام: "الاستقامة(1) إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه"(2). شرط في الخبر، عليه السلام، استقامة الإيمان 3 باستقامة القلب، واستقامة القلب باستقامة (3ب) اللسان: فاستقامة الايمان على موجب العلم، هو التحفظ بالموافقات على المخالفات. وقد قال، عليه السلام: "الإيمان عريان ولباسه التقوى". وقال 6 أيضا: "الايمان قيد الفتك"(3).
وعلى موجب الحقيقة، فاستقامة الإيمان هو كما قال الله تعالى: إنما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوئهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون} (القرآن الكريم 2/8) أولائك هم المؤمنون حقا (القرآن الكريم 4/8). جعل توكلهم على الله بموجب الحقيقة، من حقيقة الايمان. فصار علامة استقامة الإيمان للمستقيم إيماته : أن لا يعتصم 12 بأحد سوى الله عز وجل، لقوة قلبه بالله ومن الله. فلا يخاف غيره، ولا يرجو(4) سواه. وقد قال، عليه السلام: "من خاف الله، خافه كل شيء، ومن خاف من غير الله خوفه الله من كل شيء" . قال الله تعالى: ل إنما ذلكم 15 الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين} (القرآن الكريم 175/3)(5).
لومن جملة استقامة الإيمان أن يكون (6) العبد بالله غنيا، وإليه فقيرا، 18 كما ورد في الخبر عن الله عز وجل، آنه قال: ل"ما من مخلوق يعتصم (1) الاستقامة: كذا في الأصل، والأصح: لا يستقيم.
(2) انظر المعجم المفهرس 497:5، تحت: قوم، (واحياء علوم الدين 109:3/-6) وانظر الحديث أيضا في صوم القلب قصل 7، ص4/24 -5.
(3) انظر المعجم المفهرس 109:1، تحت: إيمان وه : 57، تحت: فتك.
(4) يرجو، في الأصل: يرجوا.
(5) وخافون، في الأصل: وخافوني.
(6) يكون، في الأصل: يلون.
Sayfa 10
============================================================
بهية الطائفة بمخلوق دوني إلا قطعت(1) أسباب السماوات دونه: إن سألني لم أعطه، وان دعاني لم آجنه، وإن استغفرني لم أغفر له، وما من مخلوق يعتصم بي دون خلقي إلا ضمنت السماوات والأرض رزقه، فإن سألني أعطيته، وإن 3 دعاني أجبته، وإن استغفرتي غفرت له". وقال، عليه السلام: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به". وهذا استقامة الايمان بموجب العلم والعمل والذوق والكشف.
وأما استقامة القلب، فعلى موجب العلم: هو متابعة الأمر والنهي، والمحافظة على الكتاب والشنة، كما ورد في الخبر أنه قال، عليه السلام: "ان لله أواني في الأرض ألا وهي القلوب . فأحبها إلى الله أرقها وأصفاها وأصلبهاه(2). فأرقها على الإخوان، وأصفاها من الذنوب، وأصلبها في ذات الله . فهذه الأشياء الثلاثة = هي > (4 2) شروط استقامة القلب على موجب الحقيقة والترقي في الأحوال. - و ) هو أن يصير(2) له الوعد نقدا، والغيب عينا. لأن فائدة الرقة للقلب شيئان: ظهور الرحمة والشفقة على جميع خلق الله، وبذلك نطقت(4) الشنة، بقوله: الا يكمل إيمان عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"(5).
واذا كمل الإيمان استقام القلب. وظهور الآيات(1) والعلامات (1) قطعت، في الأصل: قطت.
(2) انظر هذا الحديث أيضا في صوم القلب، فصل 13 ص10/33 -12.
(3) يصير، في الأصل كلمة غير مقروءة.
(4) نطقت، في الأصل: نطق.
5) قارن بما ورد في المعجم المفهرس ا:406 تحت: حب وصحيح البخاريي تحقيق البغا، إيمان، رقم 13، وصحيح مسلم، تحقيق عبد الباقي، ا170، رقم 45، وسنن الترمذي، تحقيق عبد الرحمن عثمان، صفة القيامة رقم 2634.
(6) الايات، في الأصل: الات.
Sayfa 11
============================================================
عمار البدليسى والكرامات والحالات(1)، كما قال بعضهم: إن ابن عباس (2) استرق الغيب من وراء ستر رقيق، يعني القلب . قال الله تعالى: {إن في ذلك لذكرى لمن 3 كان له قلب، الاية (القرآن الكريم 27/50).
وأما فائدة صفاء القلب، فهو أن يدرك علما باطنا، ويشاهد حالا مغيبا، وذلك للقلب بمثابة السمع والبصر. وقد قال، عليه السلام: "إن 6 للقلب عينين وأذنين، فإذا أراد الله بعبد خيرا فتح عينيه اللتين (2) في القلب" .
وقد روي من طريق اخر لاما من عبد إلا وفي قلبه عينان غيبان ليدرك بهما الغيب، فإذا أراد الله بعبد خيرا فتح عيني قلبه" . فعلم أن استقامة القلب بأن 9يصير سميعا بصيرا، يسمع وحيا ويشاهد غيبا.
فعلى موجب الخبرين ظهر أن استقامة القلب نوعان: نوع ظاهر علمي، ونوع باطن ذوقي حالي كشفي. والنوع العلمي هو الصلابة والرقة 12 والصفاء، والنوع الذوقي هو السمع والبصر الغيبي، وإنما وصلي القلب إلى هذه(4) البرتبة بالتربية والمعاملات : فرق بأنس الوجد، وصفا بأنس الذكر، وصلب بأنس الله. ولما(5) انفتح لقلبه عين وأذن(1) أبصر غيبا (17) وسمع 15 غيبا. معناه: يرى (4) على البعد، ويسمع من الأبعد، وذلك لأنه يرى بالله (1) والحالات، في الأصل: والحلات.
(2) ابن عباس: هو أبو العياس عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، ابن عم الرسول ومن أشهر المحدثين؛ توفي سنة 68 ه/ 687 - 688 م، انظر الإصابة 2: 330؛ تذكرة الحفاظ 1: 40 - 41.
(3) اللتين، في الأصل: اللذين.
(4) هذه، في الأصل: هذا.
(5) ولما، في الأصل: ولمى: (6) عين وأذن، في الأصل: عينا أذتا .
(7) غيبا، في الأصل : عينا.
(8) يرى، في الأصل: يرا.
ه هى
Sayfa 12
============================================================
بهجة الطائفة ويسمع بالله من الله. وإنما حصلت لذلك بالتربية: فتنور بنور اليقظة من ظلمة الغفلة. وقد ورد عنه، عليه السلام، في شأن القلب وتربيته، بقوله، عليه السلام: "إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد". قيل: فما جلاؤها؟
قال: لاذكر الموت وتلاوة القرآنه . (4 ب) ولاكل تلاوة من كل أحد ولا كل ذكر الموت من كل أحد يجلوان القلب فينجع (1)، وإنما يجلو(2) ذكر الموت وتلاوة القران القلب(3) عتد حصول اليقظة، وانكشاف البصيرة، وتطهير السريرة. فحينئذ ينجع فيه تلاوة القران وذكر الموت، فعندها يحصل له الطهارة، ويصل إلى الاستقامة.
أما استقامة اللسان، فعلى موجب العلم : فهو النطق بما يعنيه،9 والسكوت عما لا يعنيه. ومعناه: أي لا يسأل إلا عما أهمه وألمه. وهذه الصفة حال المريد في قدم الزيادة والمزيد. فإنه لا ينطق إلا عند حاجته، أو يسأل إلا من واقعته، وذلك لأجل ما حصل له من ثمرة السكوت، * و وجود الإنعام، فاختار السكوت وترك الكلام. وبيان الإلهام في القلب أوجب قطع نطق اللسان، ولهذا السبب قال، عليه السلام: "الصمت حكم وقليل فاعله"(4). إذ عند انغلاق بيان اللسان انطلاق بيان لسان القلب في مقام العرفان والإحسان. فمن أسكت لأجل الله لسانه، أنطق عن الله قلبه، فدق بيانه، وحق عرفانه. وقد قال، عليه السلام: "من صمت نجا"(5)، أني: من صمت عن الباطل، لم يكن للوزر حامل.
وأما على موجب الحقيقة: فهو أن لا ينطق إلا بالأمر والإذن، كما (1) القلب فينجع: أضيفتا فوق السطر.
(2) يجلو: في الأصل: يجلوان.
(3) القلب، في الأصل: للقلب.
4) انظر الغزالي، إحياء علوم الدين 10803/اخر سطر هامش2 هناك: 5) المعجم المفهرس 41603 تحت: صمت، وانظر هذا الحديث آيضا في صوم القلب، فصل 16 ص 10-9/46.
هى هى
Sayfa 13
============================================================
عمار البدليسي قال الله تعالى: (وما ينطق عن الهوى} (القرآن الكريم 3/53)، بل بوحي يقال له: بلغ. فإذا نطق، نطق بالوحي، وهذا دليل إذن النبوة.
وأما دليل إذن الولاية فإن فضلها من أجل الفضائل، ودليلها من أوضح الدلائل، وأعلى المنازل، قوله، عليه السلام: "إن الله عند لسان كل قائل"(1).
فضبط السن قوم بالعلم، فأمروا بالمعروف ونهؤا عن المنكر، وضبط ألسن قوم بالعمل والمعاملة، فصار لأنفسهم في أنفسهم شغلا شاغلا، فاستقام اللسان بالإنصات، فحصلوا (2) من أهل النجاة. وقبض على ألسن قوم بالمعرفة والحكمة والعظمة والهيبة، فاستقام (5ا) اللسان حتى أصبح ) لا ينطق إلا بالله. وهذا(3) حتى لا ينطق بهواه، بل بمولاه: فلسان أسكتثه(4) المعرفة أنطقته الحكمة .
12 فحصول (5) استقامة اللسان يختلف باختلاف الأحوال. فلسان استقامته بالعلم حتى لا ينطق بغيره. ولسان استقامته باستقامة القلب، فلا ينطق إلا بإذنه .
لولسان استقامثه بالمعاملة حتى لا ينطق إلا عن حاله، إذ لا حكم عليه لغيره: 15 لا للنفس ولا للطمع ولا للعدو. ولسان استقامته بالمعرفة، فصمته لأخجلها.
وقد قيل: أربع أعلى الناس، عالم مستعمل لعلمه، وعارف ينطق عن حقيقة فعله، ورجل قائم لله - ب كلا سبب، ومريد ذاهب عن الطمع.
1 فمن استقام لسانه حقيقة، فهو الصامت لسانه، الناطق بمعرفة الله (1) انظر إحياء 110:3/-1.
(2) فحصلوا، هنا بمعنى: فصاروا.
(3) حتى،.. وهذا: أضيفت فوق السطر.
(4) أسكتته، في الاصل: اسلته، فيمكن أن ثقرا: أشلته .
0) نحصول، في الأصل: تحصل:
Sayfa 14
============================================================
بهجة الطائفة بجنانه. لأنه كما تعرف بالمعرفة قلب العارف، تعرف أيضا كل جزع منه.
لأن المعرفة تحي القلب، وبحياته حياة(1) جميع الجسد. وكل حي ناطق بحسن نطقه. فمن استولت(2) عليه حكم المعرفة والحقيقة، حفظ من 3 خلط (3) الطبيعة. فنطقه بلسانه عند ورود الوارد في القلب. فلا ينطق بعادة بل بفائدة وحكمة، كما ورد في الخبر: "إذا زهد أحدكم في دنياه فاقتربوا منه فإنه بلغ الحكمة"(4). وهذا معنى الخبر الثاني "الصمت حكم" أي سبب للحكمة "وقليل فاعله".
فعند الاستقامة لأهل الصفوة لا فرق بين ألسنتهم وقلوبهم، إذ لهم من الله أمر وإذن ووحي بواسطة رسول الإلهام إلى القلب من الرب. فمتى استقام اللسان في الحقيقة نطق عن القلب، كما قال الله تعالى في حقه، عليه السلام: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وخي يوحى} (القرآن الكريم .(4-3/53 فمتى استقام اللسان والقلب في الشريعة نطق بالعلم والعمل. ومتى استقام القلب في الحقيقة نطق بالحكمة والمعرفة. فكما ينطق لسان العالم بإذن العلم، كذلك ينطق لسان الولي (ه ب) عن إذن قلبه، وقلبه بإذن ربه.15 فمهما كان القلب في التربية والسير، كذلك كان الغيب على القلب حاكما، والقلب على اللسان حاكما. فإذن القلب من الغيب، وإذن اللسان من القلب.
(1) حياة، في الأصل: حيات.
(2) استولت، في الأصل: استوله.
(3) خلط، في الأصل: حلم.
4) قارن بالحديث الذي انفرد به ابن ماجه: "إذا رأيتم الرجل قد أعطي زهدا في الدنيا وقلة منطق فاقتربوا منه فإنه يلقي الحكمةه سنن ابن ماجة، تحقيق عبد الباقي، زهد، حديث رقم 4101، والمعجم المفهرس ا:491 تحت: حكم.
Sayfa 15
============================================================
عمار البدليسى فإذا استقام القلب، فإذنه من الرب، فلا حكم(1) عليه للغيب، لأنه صار غيبا، لا حكم عليه للحفظة(2) . فإذا ازدادت الاستقامة له فلا حكم عليه 3 له، أي لا يعلم القلب بما القلب فيه، د إذ> ثبت عليه نظر(2) وحكم الحاكم الفرد، فوقع في الاسترسال. فلا ينفرد له بحاله وصفته، بل شعوره لله. فهو غيوب من عند الله، جعله الله خزانة أسراره ونظره وحكمته 6 ومعرفته وولايته. فلا حكم عليه لغير الله، فإذته من الله والغيب يجب حكمه: فمهما أطلق القلب، أطلق الغيب.
فجعل باستقامة القلب بالله اللسان مستقيما. فتارة يسمع اللسان من 9القلب، وتارة يسمع القلب من اللسان. قال بعض الكبار: وبقيت ثلاثين سنة يسمع لساني من قلبي، ثم بقيت ثلاثين سنة يسمع قلبي من لساني. وفي المثل يقال: لسان العاقل في قلبه، وقلب الأحمق من وراء لسانه.
ومعنى استقامة اللسان هو متابعة القلب. ومعنى استقامة القلب -هو متابعة الرب. وعلى قدر مدد الرب في القلب من الوحي متابعة القلب للرب. فكما شرف الوحي بالموحى منه ح كذلك شرف الموحى 15 إليه بكرامة الله، وبه شرفت الاستقامة. ولهذا قال، عليه السلام: "إن في د ابن ادم لمضيغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد، ألا وهي القلب"(4).
18 وكما أن القلوب بصلاحها متفاوتة(5) و= ب ) فسادها متفاوتة، كذلك استقامة القلوب على درك الغيوب متفاوتة. - و ح كذلك الوحي (1) حكم،ا في الأصل: حلم.
(2) للحفظة، في الأصل بدون تنقيط، ولعل الأصح: لليقظة.
(3) نظر، في الأصل: نصبر، وهو تصحيف.
4) قارن بالمعجم المفهرس 23506، تحت: مضغ، وانظر صوم القلب، فصل 10 ص 4/29 -5.
5) بصلاحهاقي متفاوتة، في الأصل: صلاح القلوب متفاوتة.
Sayfa 16
============================================================
بهبة الطائفة إلى القلوب على قدر الاستقامة متفاوتة(1).
فصل = 3: في استقامة الأنبياء والأولياء ح كما أن وحي الأنبياء أفضل من وحي الأولياء (6]) كذلك استقامتهم 3 أكمل وأشرف وأعلى، ولهذا قال رسول الله: "استقيموا ولن تحصوا"(2). والله عز وجل يقول له: فاشتقم كما أمزت} (القرآن الكريم 112/11) لأنى قويتك ثم أمرتك.
فاستقامة الأنبياء بحد الأصالة، واستقامة الأولياء 3 ب حد التبعية .
فأي (ذلك] من الاستقامتين أوجدت الكمال، وأوصلت إلى النهاية، ولجعلت صفة لازمة للقلب، والتصقت(3) د ب -القلب بلطافتها؟
فصارت استقامة القلب وحيا واستقامة اللسان حكمة، لافاضة أنوار القلب على القالب، حتى صار البصر بصفة البصيرة، والقالب بصفة لطافة القلب، حتى كأنه مشكاة فيها مضباح المصباح في زجاجة} (القرآن الكريم 12 35/24) الوجود اللطيفة الصاقية المطهرة المنورة بنور مشاهدة القلب.
ففي مشكاة القلب أنوار الرب، وفي مشكاة القالب أنوار القلب "كأنها" بالنور واللطافة كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة الذوق 15 والكشف لا شرقية ولا غربية} أي لا علمية تعلمية، ولا عملية كسبية، بل فضلية وطولية وفيضية يكاد زيتها يضيء} (القرآن الكريم 35/24): أي يكاد قوة الاستقامة للأصفياء والأولياء يعم(4) جميع الخلائق، وذلك لكثرة 18 أنوار الاستقامة في أهل الولاية. كما ورد في الخبر: الو قسم نوره على العالم لوسعهم". ولؤ لم تمسسه نار نور على نور (القرآن الكريم (1) متفاوتة: كذا.
(2) انظر المعجم المفهرس497:5، تحت: قوم:.
(3) والتصقت، في الأصل: ولتصفت.
(4) يعم، في الأصل: عم .:.
Sayfa 17
============================================================
عمار البدليسي 35/24): أي وإن لم يوافقها تكلف(1) عمل العبد، فإن تفضل الرب في القلب مدد على مدد. فازداد نور القلب ضياء بورود نور الرب. ونور 3 الشريعة امتزجت بنور الحقيقة، وأنوار العبادات البدنية اجتمعت مع أنوار المعاملات القلبية، ونور المجاهدات أوصلت إلى نور المشاهدات، ونور البداية (6 ب) - وا- لرواية والدراية أوصلت إلى نور الهداية والرعاية 6 والولاية والنهاية. يهدي الله لنور (القرآن الكريم 35/24) الاستقامة معه من يشاء (القرآن الكريم 35/24) من عباده الذين اختارهم من بين الخلائق لأجله وجعلهم من حزبه (2) حتى يكونوا(3) له، فلا يكونوا لغيره: لا بخطرة ولا بنظرة ولا بكلمة ولا بحركة. فبالله نطقهم وبالله سماعهم وبالله نظرهم. كما ورد في الخبر: لمن بدو البداية إلى نهاية الاستقامة، لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحثه، فإذا أحببته كنت سمعه وبصره، فبي 12 يسمع وبي يبصر وبي ينطق"(4).
وإنما هذا وصف قوم استقاموا بالله مع الله، فأحيا الله قلوبهم، وأمات شهوات نفوسهم، وآفنى حظوظهم، وأبقى حقوقهم فلهم من الله ومع الله 15 بعد الأنفاس، سوانح واستتناس، قرب الله أوقاتهم بالفتوح، وحالاتهم بالوضوح. فجعلت عاداتهم عبادات، ونومهم مطايا الاتصال إلى المشاهدات. قال بعضهم: نوم العارفين مطية الاتصال. لأنهم يخرجون 18 بواسطة النوم من عالم الصور إلى عالم الصفات، ومن معدن(5) الأشباح إلى (1) تكلف، في الأصل: كلف.
(2) من حزبه، إشارة إلى القرآن الكريم 22/58: لارضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حرب الله4.
(3) يكونوا، في الأصل: لوسوا: 4) قارن بالمعجم المفهرس 6: 529، تحت: نفل، وقارن أيضا بصوم القلب فصل 8، ص 11/26.
5) معدن، في الأصل: معين، بدون تنقيط.
Sayfa 18
============================================================
بهجة الطائفة وطن الأرواح. ومثل هذا عندهم كخروج من بيت ودخول في بيت. وإنما نال(1) أهل الاستقامة هذه الفضيلة بصدق المتابعة، وأخذوا(2) الثمرة من حالته، صلوات الله عليه، بقوله: "تنام عيناي ولا ينام قلبي"(3). وقد ورد في 3 الخبر: لاحبذا نوم الأكياس وفطرهم(4) خير من سهر الحمق واجتهادهم".
فصل -4 ب: في حقيقة الصكثة فلمن له من الحقيقة ذوق، وفي عنق عبوديته من العناية والرعاية طوق، صفت سريرته، وظهرت علانيته، واتحد(5) نظره بالملكوت دوح ارتبطت بالواردات الحقية خواطره، وخلص ذت ) من إلقاء وسواس العدو حقيقته، وانفتح للبصر من مادة أنوار البصيرة شهود الشواهد في 9 الهياكل(6)، فصدقت (27) فراسته، فتحقق في معرفة الصفات بالسمات، وذلك بوجدان القلب لذة حقيقة المؤانسة، أوان ورود النفحات (1) من مهد روح الزيادات. كما ورد: "إن لريكم في أيام دهركم لنفحات"(8)، فحصل 12 للقلب مع الرب، جل وعلا، بهذه الحالات، سكون لأهل(9) الصفاء، أشد سكونا من سكون السمكة مع الماء.
فهذه صفة أهل المسكنة الموسومين بالمحتة، المخصوصين بالمحبة، 15 (1) نال، في الأصل: نالوا.
(2) أخذوا، في الأصمل: أخذ.
(3) انظر المعجم المفهرس 48:7، تحت: نوم.
(4) فطرهم، كذا، ولعل الأصح: فطرتهم، أو: نظرهم.
5) واتحد في الأصل: واتحدت.
(2) الهياكل، هنا بمعنى: الأجساد.
(7) النفحات، في الأصل: النفاحات.
(8) قارن بصوم القلب فصل 11، ص 3-2/30.
(9) لأهل: مطموسة في الأصل.
Sayfa 19
============================================================
عمار البدليسي المتوجين بتاج القربة والمنة . وهم الذين قال الله فيهم: { واضيز نفسك مع الذين يذعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم 3 (القرآن الكريم 28/18): أي أدم النظر إليهم لينزل خلعه. والمقصود: بواسطة نظرك عليهم، لأن نظرك في القلوب يبذر بذر الغيوب. وقال أيضا: ولاحظهم بنظرك، حاصرهم بفكرك، وفتشهم بمعرفتك، فإتهم إن صلحوا 6 لنظر تصرف معرفتك محلا، صلحوا لولايتي خلا، فأنت طبيب الأديان، وعندك مرهم تصرف العرفان، مع نظرك سر جذب اليقظة ودفع الغفلة؛ فأنت أمين أمانتي، ونظرك محك بضاعة أهل إرادتي، فأوصل الأمانات إلى أهل الارادات، بطريق نظرك وهمتك ونطقك. وهؤلاء ندماء الذؤق، وحلفاء الشوق، وأسراء الإرادة، وقرناء المجاهدة، وهراب الفراق، وطلاب التلاق(1)، ومساكين القرب، ومجانين الشرب، فلا تغد عيناك عنهم) 12 (القرآن الكريم 28/18) فإنك محل سري ووحيي، وفي نظرك تأثير (2) سر نظري، فإذا نظرت بي إليهم خلعت بري وسري عليهم، فانظر إليهم بنظرة النبوة وسر العزة، وازرع في قلوبهم بذر سر الولاية والهداية، قأنت 15 المخصوص بتصرفي، وفي صحبتك تصح الولاية لأهل ولايتي، فإنك دليل من قصدني، وفي مجالستك سر من مؤانستي، فعليك (7 ب) مجالسة قوم أنسهم بي ومعي، واسترواحهم بذكري، وحركاتهم لي وفي ولأجلي. فإنك 18 إن منغت منك قربهم، كذرت عليهم شربهم، فإليك حوالتهم وعليك دلالتهم، وعلى يديك صلتهم ومواصلتهم، فلا تطردهم من بابك، ولا تبعدهم من جتابك؛ فإنما نصبتك لأسراري ورسالاتي واسطة بيني وبين 21 عبادي، لأنك أمين أمانة عبادي، وخازن أسرار الربوبية لأوليائي، جعلتك الدليل إلي، وأعطيتك إذن الدلالة مني علي، فمن أطاعك أطاعني، ومن (1) التلاق: كذا، للسجع.
(2) تأثير، في الأصل: ايثر.
ن
Sayfa 20