Arapların Nadide Eserlerindeki Sevinç Nedenleri
أسباب الطرب في نوادر العرب
Türler
بهلول والتاجران
قدم يوما أحد التجار على بهلول فقال له: أيها الحكيم، هبني مشورة صالحة أنتفع بها. فقال له بهلول: اذهب وابتع لك ملحا تنل به ربحا. فجرى التاجر على مشورته وما لبث ثمن الملح أن تصاعد حتى إن التاجر باع ملحه بأربعة أضعاف ثمنه واغتنى به، فعرف بالأمر تاجر آخر، فجاء إلى بهلول - وهو يعده كمجنون - فقال له: يا بهلول الأحمق، أعطني أنا أيضا مشورة صالحة تجديني نفعا. فأجابه بهلول: اذهب وابتع لك بصلا، واحفظه إلى الربيع فتبيعه. ففعل الرجل وأودع البصل في دهليز وأقفل بابه إلى أن جاء الربيع، فنزل الدهليز، وإذا ببصله قد أنبت ولم يعد يصلح لشيء، فذهب من ساعته إلى بهلول وشكا إليه حاله قائلا: ما لك أشرت على رفيقي بمشورة صالحة نال منها ربحا طائلا، وأنا بئس النصيحة أعطيتنيها خسرت بسببها مالي؟ فقال له: استجهلتني وعيرتني حمقي فوزنت لك بوزنك، اعلم بذلك أن المرء بالكيل الذي يكيل لغيره يكال له.
بهلول والسارق
تعدى يوما أحد الأشقياء على بهلول، فأخذ منه قبعته، وهرب منحدرا إلى جهة النهر، فسكت بهلول، وسار في وجهه إلى أعلى التل حيث كانت المقبرة فجلس على بابها. وفيما هو هناك رآه قوم فقالوا له: ويحك! إن الذي سلب قبعتك هرب إلى أقصى البلد منحدرا، وأنت صعدت إلى هنا! فاذهب في أثره واسترد مالك. فقال بهلول: كلا، بل أنتظره في باب المقبرة؛ إذ لا بد له عاجلا أو آجلا ينقل إليها، فأسترجع منه مالي.
لص الليل
جاء لص إلى بيت بهلول ليلا، وكان بيته خاويا خاليا لا شيء فيه، فلما دخل البيت وهو يؤمل غنيمة واسعة، مد بساطا كان معه؛ ليضم فيه ما ينهبه، فسمعه بهلول وهو راقد على الحضيض فتناوم، ثم اندس رويدا رويدا إلى البساط فاتخذه له فراشا، أما اللص فكان يفتش في البيت عما يسرقه ، ولم يجد شيئا حتى أسرج سراجا ، فرأى أن البيت أنقى من راحة، وأجرد من صخرة، ونظر إلى البساط وإذا صاحب البيت نائم عليه، فخاف أن يوقظه فيعلم الناس بأمره، وهم أن يخرج فالتفت إليه بهلول قائلا: ما لك لا تحمل حملك؟ قال اللص: ويلك! ما أصنع بك وأنت أفقر من العريان! قال بهلول: أرجوك إذن إن أتيت بيتي مرة أخرى أن تكرم علي بغطاء كما وهبتني هذه المرة بساطا، فيكمل بذلك معروفك.
قلنسوة نصر الدين
تقلنس نصر الدين بقلنسوة جديدة ابتاعها بثلاثين درهما، وخرج إلى شغله، فرآه رجل واستظرف قلنسوته وقال: بالله عليك يا مولاي، كم اشتريت هذه القلنسوة؟ فأجابه على سؤاله، ثم سار بضع خطوات، وإذا بثان ثم ثالث ثم رابع، وكل يسأله عن ثمن القلنسوة، فاستثقل الأمر وأخذ قلنسوته بيده، ثم سار إلى السوق وجعل يصرخ بأعلى صوته: يا قوم، هلموا إلى ساحة المدينة، فإن لنائب الملك كلاما يريد تبليغه إلى مسامعكم. فتقاطر الناس وتزاحموا في الساحة، فجاء نصر الدين وصعد على صقالة، ثم كشف قلنسوته عن رأسه وقال: يا ناس، اعلموا وتحققوا أن القلنسوة التي ترونها في يدي يساوي ثمنها ثلاثين درهما. فاستغرق السامعون من الضحك وعادوا إلى شغلهم، وتخلص نصر الدين من لجاج السائلين.
نصر الدين والقدر الميتة
دخل نصر الدين على أحد جيرانه، فاستقرض منه قدرا يطبخ فيها طعامه، فأعطاه الجار بعد العنت قدرا وسطا، فلما انتهى نصر الدين من عمله أخذ قدرا صغيرة وجعلها في بطن القدر المستعارة فأعادها إلى صاحبها، فقال هذا: ويلك! أقرضتك قدرا واحدة فما هذه القدر الصغرى؟ قال نصر الدين: اعلم يا صاح أن قدرك قد خلفت فأتيتك بها وبصغيرها. ففرح الرجل وأخذ القدرين، وبعدها بأيام جاء نصر الدين إلى جاره وطلب منه قدرا كبيرة، فأسرع إلى قضاء حاجته بكل فرح، وهو يؤمل أن يكون مولودها أكبر، ثم بقي ينتظر يوما ويومين، فلم يعد نصر الدين، فذهب إلى بيته يطلب قدره فقال نصر الدين: وا أسفاه على قدرك، فإنها ماتت . قال الرجل: ويلك! أتموت القدر؟! قال نصر الدين: وما لها لا تموت؟ ألم تصدق بولادتها لما خلفت، فكيف لا تصدق بموتها؟
Bilinmeyen sayfa