Arapların Nadide Eserlerindeki Sevinç Nedenleri
أسباب الطرب في نوادر العرب
Türler
حمق الذئب
أصاب الجوع ذئبا فسار في غابة يطلب قوته، وإذا هناك حمار يرعى، فقال له الذئب: أبشر أيها الحمار، فإني إلى لحمك قرم. قال الحمار: نعما، ولكن كيف تجهل أن لحم الحمار يضر آكله إلا إذا أكل عند الصباح بعد النوم والحمية؛ فهذا قول الأطباء قد أيده الاختبار مرارا. قال الذئب: صدقت، واذهب وائتني بفراش حتى أنام إلى الصباح ثم آكلك فيهنأ لي طعامي. قال الحمار: لبيك سيدي. ثم فر من بين يديه شاكرا ربه على خلاصه من ذلك الوحش الضاري. أما الذئب فانتظر ساعات عود الحمار إلى أن تحقق بأنه خدعه وأفلت من يده، فامتعض من صنعه، وسار في طريقه يطلب رزقه من وجه آخر، وكاد الجوع يقتله، فرأى في طريقه جديا، فصرخ به عن بعد: هلم أيها الجدي، فإني في حاجة إلى لحمك.
قال الجدي: إنك تشرفني بأكلك لي، ولكن تذكر أن لحم الجدي أطيب ما يكون أن يؤكل ببقول ومخللات، فدعني آتيك بشيء منها، فيصبح طعامك مريئا.
قال الذئب: نعم هذا صحيح، وقد سمعت به غير مرة، فاذهب وائتني بشيء من الخضر فتكون كأدم أئتدم به مع لحمك، ولكن إياك أن تتأخر عن المعاد، وإلا دعوت عليك كل دعوة سوء. قال الجدي: هيهات سيدي أن يطول انتظارك وأفرغ صبرك. قال هذا ثم عاد مسرعا إلى حظيرة الغنم تحت رعية الرعاة وفي حراسة الكلاب، فبقي الذئب ينتظر، وهو يبصر تارة إلى اليمين وتارة إلى الشمال حتى عيل صبره وعرف بخدعة الجدي، فقال في نفسه: ما أسوأ حظي، وها إني قد خدعت مرتين؛ أفلت الحمار من يدي وها أنذا بالجدي قد ضحك مني ومكر بي، فماذا يقول عني رفقتي؟ والله لا أدع مرة أخرى وحشا يخاتلني ويغشني. ثم جرى في طريقة وهو ساغب غرثان يضمر السوء لمن يلقاه من إنس أو جان حتى وصل إلى شط البحر ، وإذا هناك جاموس في مقصبة غائص في الحمأة، فصرخ الذئب صرخة ارتعدت منها فرائص الجاموس، فعلم أنه ميت لا محاله إن لم يجد حيلة للخلاص، فقال له الذئب: ائتني مسرعا فآكلك، وإلا هجمت عليك فقطعتك شذر مذر. قال الجاموس: إن عبدك بين يديك، فها أنذا مطاوع لأمرك، ولكن تبصر سيدي بثوبي كيف هو متسخ بالحمأة والأقذار، أفتأكلني هكذا وتضر نفسك بوخامة المآكل؟ فإن كنت عاقلا تركتني أدخل البحر فأغسل بدني، ثم أعود إليك نظيفا، فتأكلني هنيئا مريئا. - نعم الرأي رأيك، فاغتسل واخرج سريعا. فطفر الجاموس في البحر، وجعل الذئب ينتظره، فبعد ساعة صرخ إليه: ويلك متى تنتهي من الاستحمام؟ قال الجاموس: إن اغتسالي طويل فتمهل. فبعد ساعة أخرى صاح وضج بالصياح، لكن الجاموس لم يبد حراكا، فأراد الذئب أن ينزل إليه في الماء فقلبته موجة على وجهه فخاف من الغرق، ونكص على أعقابه، ولعن الجاموس، وارتحل متنمرا من الغيظ متضورا كاد الجوع يصرعه، فانتهى إلى مرج وانطرح عليه ليأخذ نصيبا من الراحة، وإذا بفرس قدم إلى ذلك المكان، فاستبشر به الذئب وعده الطعام المرسل له من الله لسد جوعه، فقال للفرس: وحق السماء لن تنجو من يدي. ثم هم بالوثوب على غنيمته، لكن الفرس سبقه وخر على قدميه قائلا: أنا أطعمك، ولن أرضى بغير بطنك لي قبرا، ولكن أرجوك قبل أن تتهنأ بأكلي أن تقرأ لي ما كتبه أبواي على حافري، فإنهما جعلا وصيتهما لي عليهما يوم وفاتهما، وأنت تعلم حرمة وصية الوالدين. قال الذئب: أما هذا فصواب، فأرني حافرك. فدار الذئب خلف الفرس؛ ليطلع على ما كتب تحت حافره، فرفع الفرس قائمتيه، وبكل قوته ضربهما في وجه الذئب، فسقط صريعا ميتا، وسار الفرس إلى صاحبه سالما.
الفتية التوابون
نقلا عن أحد مخطوطات المكتبة الشرقية
ذكر عيسى بن داب
1
أن هؤلاء الفتية كانوا عشرة نفر، وهم: سليمان بن عمرو القرشي، وأخوه يحيى بن عمرو، وهارون بن الحصين التميمي، وأخوه أحمد بن الحصين، ومحمد بن زرعة العبدي، وأحمد بن محمد اليشكري ، وبشر بن مطر الأزدي، وسعيد بن إسماعيل الأسدي، ويعقوب بن عبد الكريم الطائي، وعبد الله الأنصاري. قال عيسى بن داب: وكان السبب في توبة هؤلاء القوم أنهم كانوا في مدينة على أمر من الأمور التي لا يحبها الله - تعالى. وكان هؤلاء الفتية العشرة في كل نعمة سابغة لا يأتي عليهم يوم من الأيام إلا وهم أشد سرورا وأطول حبورا من يومهم الذي مضى، إلى أن أراد الله - عز وجل - هدايتهم إلى الخير، وأن ينقذهم من ظلمة المعاصي إلى نور الطاعة.
فأول من ارتدع منهم ودعته نفسه إلى التوبة والإنابة إلى الله يحيى بن عمرو القرشي، فعزم على ذلك وجعل يسره في نفسه، ولا يذكر لإخوانه شيئا مما عزم عليه، وهو مع ذلك يجالسهم ويحادثهم، فبينما هم ذات يوم في شرابهم ولهوهم، إذ أخذوا شيئا من نشائد الأشعار التي قد أحدثوها بينهم، فجعل كل واحد منهم يقول شيئا، ويحيى بن عمرو القرشي ساكت لا ينطق بشيء، حتى فرغوا من نشيدهم، فأحب أن يلقي إليهم شيئا مما عزم عليه من أمر التوبة ونزوعه عما هو عليه، فأنشد يقول:
Bilinmeyen sayfa