Arapların Nadide Eserlerindeki Sevinç Nedenleri
أسباب الطرب في نوادر العرب
Türler
أقاصيص قبائل الطاط
انتقاها الأديب ر. بيليون
في القفقاز قبائل متفرقة من المسلمين، منها إيرانية، ومنا ترترية، ومنها منغولية أو تركمانية، ولكل هذه القبائل لغات شتى، يسعى في يومنا علماء الروس في درسها وتعريف خواصها، فمما درسوه آخرا لغة قبيلة تدعى الطاط، يسكن ذووها في جهات باقو، ولغتهم من فروع اللغة الإيرانية، ومن مميزاتها أنها حافظة كثيرا من خواص الفارسية القديمة، والدكتور ميلر
1
قد ألف في هذه اللغة كتابا، جمع فيه نصوصا متعددة نقلها عن لسان أصحابها ورتب مفرداتها على شكل معجم، ونشرها في جملة مطبوعات مكتب لازاريف في القسم 24 منها. وليس في فكرنا أن نشرح هنا خواص تلك اللغة الطاطية، وإنما ننقل عن كتاب الدكتور ميلر بعض الأقاصيص التي رواها؛ ليرى القراء العلاقة بينها وبين الحكايات الدارجة في هذه البلاد.
الحكاية الأولى
كان بهلول رجلا حكيما يقصده العلماء لحكمته وعلمه، وكان يسكن في بيت شاهق ذي أربع طبقات، فكان لا يصعد إلى سطحه الأعلى إلا بعد شق النفس، فيوما ما نزل المطر وتوكف السطح فعلاه بهلول؛ ليصلحه بالمحالة - المحدلة - وإذا بفقير في أسفل الدار يصرخ إلى بهلول: هلم انزل فإن لي إليك كلاما. فظن بهلول أن لمستدعيه سرا يطلعه عليه، فنزل كاسف البال، وتقدم إلى الفقير، فلما رآه هذا قال: أرجوك حبا بالله أن تكرم علي بدانق لأبتاع لي خبزا؛ فإني جائع، وليس في يدي ما أسد به رمقي هذه الليلة. فسكت بهلول ثم كر راجعا على عقبه، وصعد إلى السطح فلما بلغه أدخل يده في جيبه كأنه يطلب ما يتصدق به على الفقير، ثم دعاه قائلا: هلم ارتق إلى السطح. فصعد الفقير متثاقلا، حتى إذا قرب من بهلول قال له: ما الأمر؟ فأجاب بهلول: لا شيء معي، فالله يعطيك. فلما سمع الفقير هذا القول غضب، ثم التفت إلى بهلول قائلا: ويلك! أما كان يمكنك أن تقول لي من السطح «الله يعطيك» ولا تحوجني إلى هذه الطلعة المتعبة؟ أجاب بهلول: وأنت، أما كنت تستطيع أن تطلب حاجتك من أسفل الدار دون أن تضطرني إلى النزول؟ فاذكر المثل «ما يزرعه المرء يحصده». فخجل الفقير، وذهب إلى سبيله.
بهلول ويحيى البرمكي
خرج الوزير يحيى البرمكي يوما إلى أرباض البلد لترويح البال، فسار حتى بلغ مكانا قفرا فرأى وإذا بهلول جالس وحده على الرمل وأمامه ثلاث جثى من التراب، فسأله يحيى: ما هذا؟ وما معنى هذه الأكوام؟ قال بهلول: هذه كوم من الرمل عبأتها. - ولأي سبب؟ - لي فيها حاجة. - وما حاجتك؟ - هذا سر لا أقوله. - ناشدتك الله إلا قلته. - كل كومة حكمة لا أبوح بها إلا بمائة دينار، فإن شئت أدني حقها.
وكان الوزير يحيى يعلم بأن حكم بهلول نافعة، قد اختبر مفعولها غير مرة، فقال له: دونك مائة دينار واذكر الحكمة الأولى. فخرب بهلول إحدى الكوم وقال: لا تكشفن سرك إلى امرأة. ثم دفع له الوزير مائة دينار أخرى وقال له: خذ هذه أيضا وأفدني الحكمة الثانية. فأخذ بهلول الدراهم وقال: لا تثق بمالك البتة. ثم أعطاه الوزير ثالثة مائة دينار وطلب الحكمة الثالثة، فقال بهلول: إياك إياك أن تركن إلى خدمة الملوك. قال هذا ثم أخذ الدراهم وألقاها في الماء. أما الوزير فإنه عاد إلى بيته، وبقي مدة، حتى إذا كان أحد الأيام وهو في حديقة الملك رأى بين ماشيته تيسا كبيرا، فأخذه وأتى به بيته وأخبر امرأته بما فعل، ثم ذهب سرا وابتاع له جديا، ولم يخبر امرأته به، فبعد أيام عمد الوزير إلى الجدي فذبحه وألقى برأسه وأطرافه في النهر، وأتى بلحمه إلى البيت، وأوهم امرأته أنه التيس، فطلب منها أن تصلحه وتشويه؛ لأنه قرم إلى لحم التيس، ففعلت المرأة، وأكلا اللحم وشبعا، وفي أثر ذلك بأيام حصل بين الوزير وامرأته نفور فتخاصما، فصرخت المرأة: بئس الرجل أنت، وقد سرقت تيس الملك. فسمع الجيران كلامها، وأخبروا الشرط الذين كان الملك أمرهم بطلب تيسه، وأعلم الشرط الملك بسارق التيس، فاستدعى الملك وزيره وبكته على فعله، وأمر الجلاد بقطع رأسه، فجعل يحيى يبكي، ويستغفر الملك إلى أن قال له: أبقني أبقاك الله، وها إني أترك لك كل مالي وثروتي بدلا من التيس. لكن الملك لم يرض بذلك، وصمم نيته بقتله إن لم يرجع ما سرقه. فقال الوزير: أيها الملك، إن كان قلبك تغير علي فاطردني من خدمتك، ولكن لا تقتلني في حق تيس واحد. فقال الملك: كلا، إما التيس وإما رأسك، لا مناص من أحد الأمرين. فقام الوزير حينئذ وقال: أبقى الله رأس الملك، إن التيس لا يزال حيا فأرسل من يأخذه، وأنا أشكر الله الذي أثبت لي صحة ما قاله لي بهلول الحكيم: إياك أن تسلم بسرك إلى امرأة، ولا تثقن بمال، ولا تركن إلى خدمة الملك.
Bilinmeyen sayfa