Amin Rihani: Batı Ülkelerinde Doğu Felsefesinin Yayıncısı
أمين الريحاني: ناشر فلسفة الشرق في بلاد الغرب
Türler
وقد مضى على تلك الزيارة نحو عقدين من السنين، قطع فيهما الشاعر الشرقي والمفكر الغربي مراحل بعيدة المدى في ساحة العلم والأدب، فألف الريحانيات التي دلت على علو كعبه في لغته الأصلية علوا لا يدانيه إلا اقتداره على اللغة الإنجليزية.
وقد خلد في تلك الصحف وادي الفريكة الذي نشأ فيه وترعرع؛ إذ وصفه في كتابه أجمل وصف، وحببه إلى من لم يزوروه ولم يعرفوا جماله. وكفى هذا الوادي فخرا أنه أنجب نابغة مثل ريحاني.
وقد زارنا للمرة الثانية ومصر كالقدر الغالية تحمسا وتطلعا نحو العلى، ونحو مستقبل تتمتع فيه بحقوقها المهضومة.
زار مصر للمرة الثانية، وقد بلغت نهضتنا أشدها، وصار فتى أمس رجل اليوم، والأمنية التي كانت تتردد في نفوسنا أوشكت أن تكون حقيقة واقعة، وسيتاح له أن يرى بعينيه ويسمع بأذنيه ما لم ير ولم يسمع في الزيارة السابقة؛ فأمامه شعب ناهض مثله كالنسر العظيم الذي أخذ الكرى بمعاقد أجفانه حينا، ثم بدأ نور الفجر يسطع، فبدأ النسر يفتح عينيه، ويحرك جناحيه، ويهز ريشه؛ ليسقط عنه آخر أثر من آثار الفتور والنوم العميق. ها هو النسر، أيها الكاتب الشرقي القادم من الغرب، ينظر إلى الشمس؛ لأنه يريد أن يتبوأ مكانه منها.
إن هذا النسر، أيها الشاعر، يبدو لك قويا وفتيا، ولكن إذا أنعمت النظر في رأسه وعينيه رأيت أنها تحمل آثار الحياة منذ آلاف السنين، ولكن ريشه لم يتغير لونه ولم يلحقه شيب؛ لأن الشيب علامة الشيخوخة والضعف. وهذا النسر مع عمره الطويل الغارق في بحار السنين الغابرة لا يزال صبيا وقادرا على النهوض لينشر جناحيه العظيمين، ثم يطير إلى حيث تطير النسور، ويحلق في سماء الحرية الصافية الأديم.
إن هذا النسر، أيها الشاعر الجليل، يحييك ويطلب منك أن تنظم له أنشودة جميلة تطربه وتساعده على النهوض. إن مصر العظيمة الجديدة القديمة، الجديدة الخالدة، تطلب من كل شاعر أن يغنيها صوتا يقوي من عزمها، أو ينشد حكمة تفت في عضد خصومها.
مصر ترحب بالشاعر اللبناني الذي غزا الغرب بقلمه، وجدد مجد العرب بشعره، وأحيا موات الأرض بخطبه وكتبه في وطنه، وتطلب إليه ألا يبقى في ضيافتها صامتا، وألا يتكلم بصوت خافت؛ لأن اليوم يوم المناصرة عن عقيدة وإيمان.
فهل يجيب شاعر الشرق هذا النداء؟
وإنني بهذه المناسبة أقترح على الكتاب والشعراء والأدباء في مصر أن يرحبوا بحضرة الشاعر الناثر الترحيب الذي يليق بمقامه العظيم في الشرق والغرب.
فصادف هذا الاقتراح هوى في نفوس الأدباء والشعراء، وارتياحا لدى ذوي الفضل والعرفان؛ ومن ثم ابتدأت تقام حفلات التكريم للأستاذ الريحاني، فكان أول الحفلات حفلة الدكتور يعقوب صروف. (1) الحفلة الأولى في منزل الدكتور يعقوب صروف
Bilinmeyen sayfa