احْتضرَ، فأوصى بِهِ سُلَيْمَان خيرا فصيره فِي جملَة سماره، فَدخل الفرزدق ذَات يومٍ عَليّ سُلَيْمَان فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا فراسٍ أَنْشدني، وَإِنَّمَا أَرَادَ أَن ينشده مديحا فِيهِ فَأَنْشَأَ الفرزدق يَقُولُ:
وركبٍ كأنَّ الرّيح تطلب عِنْدهم ... لهاترةً من جذبها بالعصائب
سروا يركبون الرّيح وَهِي تلفهم ... إِلَيّ شعبٍ الأكوار ذَات الحقائب
إِذا أبصروا نَارا يَقُولُونَ ليتها ... وَقد خصرت أَيْديهم نَار غَالب
فتمعر سُلَيْمَان واربد لما ذكر الفرزدق غَالِبا، فَوَثَبَ نصيبٌ فَقَالَ أَلا أنْشدك على روية مَا لَا يقصر عَنهُ:
أَقُول لركبٍ صادرين تَركتهم ... قفا ذَات أوشالٍ ومولاك قَارب
1 / 47