Keman Çalan Adamın Hüzünleri
أحزان عازف الكمان
Türler
كانت أطياف الغروب قد بدأت تنفض عنها أطراف الغلالة الشاحبة للشمس التي توارى عرشها الذهبي وراء المباني العالية والمآذن السامقة وأشجار النخيل والكافور والجزورين المتناثرة على الطريق المؤدي إلى المستشفى الكبير. ارتفعت دقات الأجراس لتنبيه الحراس، فانفتحت البوابة الحديدية الضخمة بينما حاول البواب والشرطي الواقفان أمامها أن يوقفا السائق قبل أن يتجها إلى قاعة الاستقبال، كبح صالح فرامل العربة وهو يتأفف ويبرطم وتأهب عبد الحق للاستماع لما عندهما من أخبار جعلتهما يلهثان جريا وراء العربة.
قال البواب: حاسب أنت وهوه، الدنيا مقلوبة.
صاح السائق متبرما: طول عمرها مقلوبة، فيه إيه؟
مال الشرطي السمين بفمه على أذن عبد الحق وهمس فيها: المستشفى كلها على رجل، خلية نحل تشغي بالعساكر والضباط والبكوات الكبار. سألت عينا عبد الحق الناعستان وخرج صوته من الغيبوبة التي احتوته : خير كفى الله الشر؟
كتم الشرطي ضحكته وقال: هي الحوادث بذمتك وراءها خير؟ ابن مسئول كبير يا سيدي ...
سأل عبد الحق بعد أن ألقى نظرة تائهة على الزحام المتدافع أمام أبواب الاستقبال والطوارئ: خير إن شاء الله.
قال الشرطي بعد أن تلفت حوله في حذر: ابن وزير مهم يا سيدي، حادثة تصادم كانت ستقضي عليه هو والذين معه.
دعا عبد الحق ببراءة: ربنا يسلم وينجيه هو وأصحابه.
أطلق الشرطي ضحكته التي طال حبسها: قل هو وصاحباته، قادر ينجي الجميع، المهم تقف من بعيد ولا تدخل الآن.
سأل صالح متبرما: والمسكين الذي معنا؟ يعفن يا شاويش؟
Bilinmeyen sayfa