Muhammedî Sünnet Üzerine Işıklar

Mahmud Ebu Reyha d. 1390 AH
135

Muhammedî Sünnet Üzerine Işıklar

أضواء على السنة المحمدية

Türler

الوضاع الصالحون لم يكن وضع الحديث على رسول الله مقصورا على أعداء الدين وأصحاب الاهواء فحسب - كما بينا - وإنما كان الصالحون من المسلمين يضعون كذلك أحاديث على رسول الله ، ويجعلون ذلك حسبة لله بزعمهم ، ويحسبون أنهم بعملهم هذا يحسنون صنعا ، وإذا سألهم سائل . كيف تكذبون على رسول الله ، قالوا : نحن نكذب له لا عليه ! وإن الكذب على من تعمده ! روى مسلم في كتابه عن يحيى بن سعيد القطان قال : لم نر الصالحين في شئ أكذب منهم في الحديث - وفي رواية - لم نر أهل الخير في شئ أكذب منهم في الحديث ، يعنى أنه - كما قال مسلم : يجرى على لسانهم ولا يتعمدون الكذب (1) . وروى مسلم عن أبى الزناد قال : أدركت بالمدينة مائة كلهم مأمون ، ما يؤخذ عنهم الحديث (2) . قال الحافظ ابن حجر (3) وقد اغتر قوم من الجهلة فوضعوا أحاديث الترغيب والترهيب وقالوا : نحن لم نكذب عليه ، بل فعلنا ذلك لتأييد شريعته ! ! وما دروا أن تقويله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل يقتضى الكذب على الله لانه إثبات حكم من الاحكام الشرعية ، سواء كان في الايجاب أو الندب ، وكذا مقابلهما وهو الحرام والمكروه ، ولا يعتد بمن خالف ذلك من الكرامية حيث جوزوا وضع الكذب في الترغيب والترهيب في تثبيت ما ورد في القرآن والسنة واحتج بأنه كذب له لا عليه وهو جهل باللغة العربية (4) . قال عبد الله النهاوندي : قلت لغلام أحمد ، من أين لك هذه الاحاديث التى تحدث بها في الرقائق ؟ فقال وضعناها لنرقق بها قلوب العامة ، قال ابن الجوزى

---

(1) هذه من بلايا تلك الكلمة " متعمدا " التى يتشبث بها الذين يزعمون أنهم من المحدثين (ص 132 ج 1 فتح الملهم) . (2) من قواعدهم : أن الورع لا يقتضى صحة الرواية . (3) ص 161 ج 1 فتح الباري . (4) ليت الحشوبة يفقهون ما قاله الحافظ الكبير ، ولكن أنى لهم الفقه ! أو الفهم . (*)

--- [ 139 ]

Sayfa 138