49

أدب الموعظة

أدب الموعظة

Yayıncı

مؤسسة الحرمين الخيرية

Baskı Numarası

الأولى ١٤٢٤هـ

Türler

ومما يدخل في ذلك ما كان مستنكر الظاهر، وإن كان معناه سليما بعد تدقيق النظر فيه. قال الماوردي ﵀: "وما يجري مجرى فحش القول، وهجره، ولزوم تنكبه - ما كان شنيع البديهة، ومستنكر الظاهر، وإن عقب التأمل سليما، وبعد الكشف، والرؤية مستقيما"١. ومما تجدر الإشارة إليه أنه لا ينبغي التصريح بالعبارات المستكرهة صراحة ما لم تدع الحاجة - كما مر ـ. أما إذا دعت الحاجة إلى ذلك فلا بأس به، بل هو المتعين؛ فإن تحصيل الإفهام في هذا أولى من مراعاة الأدب٢. ٢٠ـ صرف الإنكار على غير معين: فذلك مما يندرج في سلك أدب الموعظة، وهكذا كان النبي ﷺ حيث كان يأخذ في التأديب والزجر عما لا ينبغي مأخذا لطيفا، حتى إنه لا يوجه الإنكار إلى الرجل الذي صدر منه الخطأ بعينه، ما وجد في الموعظة العامة كفاية من باب قوله: "ما بال أقوام". جاء في الصحيحين عن عائشة ﵂ قالت: صنع النبي ﷺ شيئا فرخص فيه، فتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك النبي ﷺ فخطب، فحمد الله ثم قال: "ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه؟ فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية" ٣. وقد بوب البخاري ﵀ لهذا الحديث في "باب من لم يواجه الناس في

١ أدب الدنيا والدين، ص٢٨٤. ٢ انظر: الأذكار، ص٣٣٤ـ ٣٣٥. ٣ البخاري ٦١٠١، ومسلم ٢٣٥٦.

1 / 51