50

أدب الموعظة

أدب الموعظة

Yayıncı

مؤسسة الحرمين الخيرية

Baskı Numarası

الأولى ١٤٢٤هـ

Türler

العتاب". وشكى إليه رجل رجلا حين كان يطيل بهم صلاة الغداة، فاشتد غضبه ﷺ ولكنه احتفظ بعبارته الجميلة؛ فلم يخاطب الذي كان يطيل على التعيين، بل عمم الموعظة وقال: "أيها الناس إن منكم منفرين؛ فمن صلى بالناس فليخفف؛ فإن فيهم المريض، وذا الحاجة" ١. هذا هو الأصل في تعميم الموعظة، وصرف الإنكار إلى غير معين. أما إذا احتيج إلى أن يكون الإنكار على وجه التعيين فلا بأس في ذلك، وإن كان ذلك لا يسوغ من كل أحد، ولا في حق كل أحد؛ إذ لا يسوغ إلا إذا اقتضت الحكمة ذلك، ولا يسوغ إلا ممن له منزلة، ومكانة، وكلمة مطاعة. ولهذا خاطب النبي ﷺ معاذا ﵁ على وجه التعيين. جاء في الصحيحين عن جابر بن عبد الله ﵁ قال: "كان معاذ بن جبل يصلي مع النبي ﷺ ثم يرجع فيؤم قومه، فصلى ليلة مع النبي ﷺ العشاء، ثم أتى قومه فأمهم، فافتتح بسورة البقرة، فانحرف رجل، فسلم، ثم صلى وحده، وانصرف، فقالوا له: أنافقت يا فلان؟ قال: لا، والله لآتين رسول الله ﷺ فلأخبرنه، فأتى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله إنا أصحاب نواضح نعمل بالنهار، وإن معاذا صلى معك العشاء، ثم أتى فافتتح بسورة البقرة، فأقبل رسول الله ﷺ على معاذ فقال: "يا معاذ! أفتان أنت؟ اقرأ بكذا، واقرأ بكذا". وفي رواية: "يا معاذ! أفتان أنت - ثلاثا - اقرأ: ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾ و﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾، ونحوهما". وفي رواية: "فتان، فتان، فتان" ثلاث مرار أو قال: "فتانا، فتانا، فتانا" ٢.

١ رواه البخاري ٧٠٢، و٧٠٤و ٦١١٠، ومسلم٤٦٦. ٢ البخاري٧٠١و٥٠٧و٧١٠ و٦١٠٦، ومسلم٤٦٥.

1 / 52