وكانت حياة بني حمدان مظهرا من مظاهر الحياة البدوية المتحضرة: حب للحرب، واستبداد السادة بالرعية، وكرم ومروءة، وشهامة ونجدة، وعصبية للعربية ضد الفرس والترك، وعصبية للقبيلة ضد بني كلاب وبني عقيل، وعصبية للإسلام ضد الروم، وصف الأزدي سيف الدولة الحمداني فقال: «كان معجبا برأيه، محبا للفخر والبذخ، مفرطا في السخاء والكرم ، شديد الاحتمال لمناظريه، والعجب بآرائه، سعيدا مظفرا في حروبه، جائرا على رعيته، اشتد بكاء الناس عليه ومنه.»
ظهرت عصبية الحمدانيين لعربيتهم في قتالهم المتواصل للترك وللفرس في العراق، وتغني شعرائهم كالمتنبي في الاعتزاز بعربيته وعربيتهم، فيقول - وقد تساءلوا عن أيهم أفضل: العرب أم الأكراد:
إن كنت عن خير الأنام سائلا
فخيرهم أكثرهم فضائلا
من أنت منهم يا همام وائلا
الطاعنين في الوغى أوائلا
والعاذلين في الندى العواذلا
قد فضلوا بفضلك القبائلا
ويقول ويأسف لحكم غير العرب العرب:
وإنما الناس بالملوك وما
Unknown page