167

Al-zuhd waʾl-waraʿ waʾl-ʿibāda

الزهد والورع والعبادة

Editor

حماد سلامة، محمد عويضة

Publisher

مكتبة المنار

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٧

Publisher Location

الأردن

Genres

Sufism
يمْتَنع أَن يكون مَعَه شَيْء من تَصْدِيق الْقلب وَهَذَا أصل فَاسد فِي الشَّرْع وَالْعقل حَتَّى ان الْأَئِمَّة كوكيع بن الْجراح وَأحمد بن حَنْبَل وَأبي عُبَيْدَة وَغَيرهم كفرُوا من قَالَ فِي الايمان بِهَذَا القَوْل بِخِلَاف المرجئة من الْفُقَهَاء الَّذين يَقُولُونَ هُوَ تَصْدِيق الْقلب وَاللِّسَان فان هَؤُلَاءِ لم يكفرهم أحد من الْأَئِمَّة وانما بدعوهم وَقد بسط الْكَلَام فِي الايمان وَمَا يتَعَلَّق بذلك فِي غير هَذَا الْموضع وَبَين أَن من النَّاس من يعْتَقد وجود الْأَشْيَاء بِدُونِ لوازمها فَيقدر مَالا وجود لَهُ أوجه خطأ جهم فِي الايمان وأصل جهم فِي الايمان تضمن غَلطا من وُجُوه أمنها ظَنّه مُجَرّد تَصْدِيق الْقلب ومعرفته بِدُونِ أَعمال الْقلب كحب الله وخشيته وَنَحْو ذَلِك ب وَمِنْهَا ظَنّه ثُبُوت ايمان قَائِم فِي الْقلب بِدُونِ شَيْء من الْأَقْوَال والأعمال جومنها ظَنّه أَن من حكم الشَّرْع بِكُفْرِهِ وخلوده فِي النَّار فانه يمْتَنع أَن يكون فِي قلبه شَيْء من التَّصْدِيق وجزموا بِأَن ابليس وَفرْعَوْن وَالْيَهُود وَنَحْوهم لم يكن فِي قُلُوبهم شَيْء من ذَلِك وَهَذَا كَلَامهم فِي الارادة وَالْكَرَاهَة وَالْحب والبغض وَنَحْو ذَلِك فان هَذِه الْأُمُور اذا كَانَت هما وَحَدِيث نفس فانه مَعْفُو عَنْهَا واذا صَارَت ارادة جازمة وحبا وبغضا لزم

1 / 177