Zuhd Wa Warac
الزهد والورع والعبادة
Investigator
حماد سلامة، محمد عويضة
Publisher
مكتبة المنار
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٠٧
Publisher Location
الأردن
Genres
Sufism
مَشْرُوع بِكُل مَقْدُور وَمن جِهَة أَنهم لم يميزوا بَين الدُّعَاء الْمَشْرُوع ايجابا واستحبابا وَالدُّعَاء غير الْمَشْرُوع وَقد علم بالاضطرار من دين الاسلام أَن طلب الْجنَّة من الله والاستعاذة بِهِ من النَّار هُوَ من أعظم الْأَدْعِيَة الْمَشْرُوعَة لجَمِيع الْمُرْسلين والنبيين وَالصديقين وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَأَن ذَلِك لَا يخرج عَن كَونه وَاجِبا أَو مُسْتَحبا وَطَرِيق أَوْلِيَاء الله الَّتِي يسلكونها لَا تخرج عَن فعل وَاجِبَات ومستحبات اذ مَا سوى ذَلِك محرم أَو مَكْرُوه أَو مُبَاح لَا مَنْفَعَة فِيهِ فِي الدّين ثمَّ انه لما أوقع هَؤُلَاءِ فِي هَذَا الْغَلَط أَنهم وجدوا كثيرا من النَّاس لَا يسْأَلُون الله جلب الْمَنَافِع وَدفع المضار حَتَّى طلب الْجنَّة والاستعاذة من النَّار من جِهَة كَون ذَلِك عبَادَة وَطَاعَة وَخيرا بل من جِهَة كَون النَّفس تطلب ذَلِك فَرَأَوْا أَن من الطَّرِيق ترك مَا تختاره النَّفس وتريده وَأَن لايكون لأَحَدهم ارادة أصلا بل يكون مَطْلُوبه الجريان تَحت الْقدر كَائِنا من كَانَ وَهَذَا هُوَ الَّذِي أَدخل كثيرا مِنْهُم فِي الرهبانية وَالْخُرُوج عَن الشَّرِيعَة حَتَّى تركُوا من الْأكل وَالشرب واللباس وَالنِّكَاح مَا يَحْتَاجُونَ اليه وَمَا لَا تتمّ مصلحَة دينهم الا بِهِ فَإِنَّهُم رَأَوْا الْعَامَّة تعد هَذِه الْأُمُور بِحكم الطَّبْع والهوى والعاده وَمَعْلُوم أَن الْأَفْعَال الَّتِي على هَذَا الْوَجْه لَا تكون عبَادَة وَلَا طَاعَة وَلَا قربَة فَرَأى أُولَئِكَ الطَّرِيق الى الله ترك هَذِه الْعِبَادَات وَالْأَفْعَال الطبعيات فلازموا من الْجُوع والسهر وَالْخلْوَة والصمت وَغير ذَلِك مِمَّا فِيهِ ترك الحظوظ وَاحْتِمَال المشاق مَا أوقعهم فِي ترك وَاجِبَات ومستحبات وَفعل مكروهات ومحرمات وكلا الْأَمريْنِ غير مَحْمُود وَلَا مَأْمُور بِهِ وَلَا طَرِيق الى الله طَرِيق المفرطين الَّذين فعلوا هَذِه الْأَفْعَال الْمُحْتَاج اليها على غير وَجه الْعِبَادَة والتقرب الى الله وَطَرِيق الْمُعْتَدِينَ الَّذين تركُوا هَذِه الْأَفْعَال بل الْمَشْرُوع أَن تفعل بنية التَّقَرُّب الى الله وَأَن يشْكر الله قَالَ الله تَعَالَى كلوا من
1 / 145